وَيَحْسُنُ التَّرْكُ تَارَةً لِدُخُولِ حَرْف عَلَى المُبْتَدَإ، كَقَوْلِهِ:

فَقُلْتُ عَسَى أنْ تَبْصُرِينِى كأَنَّمَا

بِنَىِّ حَوَاليَّ الاْسُودُ الحَوَارِدُ

وَأُخْرَى لِوُقُوعِ الْجُمْلَةِ الاِسْمِيَّةِ بِعَقَبِ مُفْرَد، كَقَوْلِهِ:


أن يقدر فِعْلٌ مَاض(١) هذا كلامه وفيه بحث(٢) والظاهر أن مثل ـ على كتفه سيف ـ يحتمل أن يكون في تقدير المفرد، وأن يكون جملة اسمية قدم خبرها، وأن يكون فعلية مقدرة بالماضى أو المضارع، فعلى تقديرين يمتنع الواو وعلى تقديرين لا تجب الواو، فمن أجل هذا كثر تركها، وقال الشيخ أيضا [ويحسن الترك] أي ترك الواو في الجملة الاسمية [تارة لدخول حرف على المبتدإ] يحصل بذلك الحرف نوع من الارتباط [كقوله:

فقلت عسى أن تبصرينى كأنما

بنى حوالى الأسود الحوارد(٣)]

من حَرِدَ إذا غضب، فقوله ـ بنى الأسود ـ جملة اسمية وقعت حالا من مفعول تبصرينى، ولولا دخول كأنما عليها لم يحسن الكلام إلا بالواو، وقوله ـ حوالى ـ أي في أكنافي وجوانبى حَالٌ من ـ بنى ـ لما في حرف التشبيه(٤) من معنى الفعل [و] يحسن الترك تارة [أخري لوقوع الجملة الاسمية] الواقعة حالا [بعقب مفرد] حَال [كقوله:

__________________

(١) لأن تركها أكثر فيه أيضا، ولا يقدر مضارعا، لأنه يجب تركها فيه.

(٢) لأن تجويز تقدير المضارع لا يمنع وجود الواو، لأنه عند وجودها يقدر بالماضى وعند انتفائها يقدر بالمضارع.

(٣) هو للفرزدق يرد على امرأته في قوله قبل البيت:

وقالت أراه واحداً لا أخاً لَه

يُؤَمِّلُهُ يوماً ولا هو وَالِدُ

(٤) وهو كأنما لانّه في معني أشبه.

۵۲۰۱