وَإنْ جُعِلَ نَحْوُ ـ عَلَى كَتفِهِ سَيْفٌ ـ حَالاً كَثُرَ فِيها تَرْكُهَا، نَحْوُ:

* خَرَجْتُ مَعَ الْبازِى عَلىَّ سَوَادُ *


المبتدأ بِمَضِيعَة وجعلته لَغْواً في البين، وَجرى مَجْرَى أن تقول ـ جاءني زيد وعمرو يسرع أمامه ـ ثم تزعم أنك لم تستأنف كلاماً، ولم تبتدىء للسرعة إثباتا، وعلى هذا فالأصل والقياس ألاَّ تجىء الجملة الاسمية إلا مع الواو، وما جاء بدونه فسبيل الشيء الخارج عن قياسه وأصله بضرب من التأويل، ونوع من التشبيه(١) هذا كلامه في دلائل الإعجاز، وهو مُشْعِرٌ بوجوب الواو في نحو ـ جاء زيد وزيد يسرع، أو مسرع، وجاء زيد وعمرو يسرع أو مسرع أمامه ـ بالطريق الأولى(٢) ثم قال الشيخ [وإن جعل نحو ـ على كتفه سيف(٣) حالا كثر فيها] أي في تلك الحال [تركها] أي ترك الواو [نحو ]قول بَشَّار:

إذا أنكرْتني بلدةٌ أو نَكِرْتُهَا

[خرجتُ مع الْبَازِى عليَّ سوادُ]

أي بَقِيَّةٌ من الليل، يعنى إذا لم يعرف قدرى أهل بلدة أو لم أعرفهم خرجت منهم مصاحبا للبازى الذي هو أبْكَرُ الطيور، مشتملا على شيء من ظلمة الليل، غير منتظر لاسفار الصبح، فقوله ـ على سواد ـ حال ترك فيها الواو، ثم قال الشيخ: الوجه أن يكون الاسم في مثل هذا فاعلا بالظرف لاعتماده على ذي الحال لا مبتدءا، وينبغي أن يُقَدَّرَ ههنا خصوصا أنَّ الظرف في تقدير اسم الفاعل دون الفعل، اللهم إلا

__________________

(١) يعنى التأويل بالمفرد والتشبيه بواو العطف، والأول نحو ـ كلمته فُوهُ إلى فِيَّ ـ أي مُشَافِهاً، والثاني كقوله تعالى ﴿أتَاهَا أمْرُنَا بَيَاتاً أوْهُمْ قَائلُونَ فقوله ـ هم قائلون ـ حال، وتركت فيها الواو لأنها تشبه واو العطف، فيقبح اجتماعها مع أو.

(٢) وحينئذ فلا يتقيد ذلك عنده بكون المبتدإ في الاسمية ضمير ذي الحال كما ذكره الخطيب.

(٣) من كل جملة اسمية تقدم خبرها وهو ظرف أو جار ومجرور.

۵۲۰۱