وَإن كانَتِ اسْمِيّةً فالمشْهُورُ جَوَازُ تَرْكِهَا، لِعَكْسِ ما مَرَّ فِي الْمَاضِى المُثْبَتِ، نَحْوُ ـ كَلَّمْتُهُ فُوهُ إلَى فِيَّ ـ وَأنَّ دُخُولَهَا أوْلَي، لِعَدَمِ دَلالَتِها عَلَى عَدَمِ الثُّبُوتِ مَعَ ظُهُورِ الاسْتِئْنَافِ فِيهَا، فَحَسُنَ زِيَادَةُ رَابِط، نَحْوُ ـ فَلاَ تَجْعَلُوا للهِ أنْدَاداً وَأنْتُمْ تَعْلَمُونَ ـ وَقَالَ عَبْدُ الْقَاهِرِ: إنْ كَانَ المُبْتَدَأُ ضَمِيرَ ذِى الحَالِ وَجَبَتْ، نَحْوُ ـ جَاءَ زَيْدٌ وَهُوَ يُسْرِعُ أوْ وَهُوَ مُسْرعٌ ـ


هذا إذا كانت الجملة فعلية [وإن كانت اسمية فالمشهور جواز تركها] أي الواو [لعكس ما مر في الماضى المثبت] أي لدلالة الاسمية على المقارنة لكونها مستمرة، لا على حصول صفة غير ثابتة لدلالتها على الدوام والثَّبَاتِ [نحو كلمته فوه إلى في ]بمعنى مُشَافِهاً [و] أيضا المشهور [أن دخولها] أي الواو [أولى] من تركها [لعدم دلالتها] أي الجملة الاسمية [على عدم الثبوت(١) مع ظهور الاستئناف فيها، فحسن زيادة رابط نحو ـ فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون] أي وأنتم من أهل العلم والمعرفة، أو وأنتم تعلمون ما بينهما من التفاوت [وقال عبد القاهر إن كان المبتدأ] في الجملة الاسمية الْحَالِيَّةِ [ضمير ذي الحال وجبت] أي الواو، سواءُ كان خبره فعلا [نحو ـ جاء زيد وهو يسرع أو] اسما نحو ـ جاء زيد [وهو مسرع] وذلك لأن الجملة لا يترك فيها الواو حتى تدخل في صلة العامل وتنضم إليه في الاثبات، وتقدر تقدير المفرد في ألاَّ يُسْتَأْنفَ لها الاثبات، وهذا مما يمتنع في نحو ـ جاء زيد وهو يسرع، أو وهو مسرع ـ لأنك إذا أعدت ذكر زيد وجئت بضميره المنفصل المرفوع كان بمنزلة إعادة اسمه صريحا في أنك لا تجد سبيلا إلى أن تدخل يسرع في صِلَةِ المجىء، وتضمه إليه في الاثبات، لأن إعادة ذكره لا تكون حتى تقصد استئناف الخبر عنه بأنه يسرع، وإلا لكنت تركت

__________________

(١) معنى عدم دلالتها على عدم الثبوت أنها تدل على الثبوت، لأن نفي النفي إثبات، ولا يخفى أن هذا جُعِلَ فيما سبق علَّةً لجواز ترك الواو، فالأولى الاقتصار على علة ظهور الاستئناف فيها.

۵۲۰۱