وَقَوْله:

كَرِيمٌ مَتَى أَمْدَحْهُ وَالْوَرَى

مَعِى وَإذَا مَالُمْتُهُ لُمْتُهُ وَحْدِي


[وكقوله]:

[كريم متى أمدحه أمدحه والورى

معي وإذا مالمته لمته وحدي(١)]

الهاتف، فصاح واحد منهم على حرب بن اُمية فمات، فقال ذلك الجني هذا البيت:

والواو في والورى للحال، وهو مبتدأ وخبره قوله معي، وإنما مَثَّلَ بمثالين لأن الأول مُتَنَاهِ في الثقل والثاني دونه، أو لأن منشأ الثقل في الأول نفس اجتماع الكلمات وفي الثاني حروف منها(٢) وهو في تكرير أمدحه دون مجرد الجمع بين الحاء والهاء لوقوعه في التنزيل، مثل فَسَبِّحْهُ فلا يصح القول بأن مثل هذا الثقل مخل بالفصاحة، وذكر الصاحب إسماعيل بن عَبَّاد أنه أنشد هذه القصيدة بحضرة الأستاذ ابن العميد، فلما بلغ هذا البيت قال له الأستاذ هل تعرف فيه شيئاً من الْهُجْنَةِ، قال نعم مقابلة المدح باللوم، وإنما يقابل بالذم أو الهجاء، فقال الأستاذ غير هذا

__________________

(١) هو لأبي تمام من قصيدة له في مدح موسى بن إبراهيم مطلعها:

شهدتُ لقد أَقْوَتْ مَعَالمكم بَعْدِي

ومَحَّتْ كما مَحَّتْ وشائِعُ من بُرْدِ

(٢) يعني بهذا اجتماع الحاءين والهاءين في البيت:

تطبيقات على تنافر الكلام:

١ـ وَشَوَّهَ ترقيشَ الْمُرَقِّشِ رَقْشُهُ

فاشياعُهُ يشكونه ومعاشِرُهُ

٢ـ دان بعيد مُحِبٍّ مُبْغِض بَهِج

أَغرَّ حُلْو مُمِرٍّ لَيَّن شَرِسِ

والتنافر في الأول من تكرار القاف والشين فيه، وفي الثاني من إيراد صفات متعددة على نمط واحد.

أمثلة أخرى:

فَكُلُّكُمُ أَتى مَأْتي أَبِيهِ

فكلُّ فِعَالِ كُلِّكُمُ عُجَابُ

وازْوَرَّ من كان له زائراً

وعافَ عَافِى العُرْفِ عِرْفَانَه

۵۲۰۱