فالضَّعْفُ نَحْوُ ضَرَبَ غُلامُهُ زَيْداً، وَالتَّنافُر كَقَوْلِه:

*وَلَيسَ قُرْبَ قَبْر حَرْب قَبْرُ*


ويلزم أن يكون الكلام المشتمل على تنافر الكلمات الغير الفصيحة فصيحا، لأنه يصدق عليه أنه خالص عن تنافر الكلمات حال كونها فصيحة، فافهم.

[فالضعف] أن يكون تأليف الكلام على خلاف القانون النحوي المشهور بين الجمهور، كالاضمار قبل الذكر لفظا ومعنى وحكما(١) [نحو ضرب غلامه زيدا].

[والتنافر]: أن تكون الكلمات ثقيلة على اللسان، وإن كان كل منها فصيحا [كقوله: وليس قرب قبر حرب] وهو اسم رجل [قبر] وصدر البيت.

«وَقَبْرُ حَرْب بمكان قَفْرُ(٢)»

أي خال عن الماء والكلأ، ذكر في عجائب المخلوقات أن من الجن نوعا يقال له

__________________

(١) بخلاف الاضمار قبل الذكر لفظا لا معنى، كقوله تعالى ﴿اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ للتَّقْوَى أي العدل المفهوم من قوله اعدلوا، وبخلاف الاضمار قبل الذكر لفظا لا حكما كما في ضمير الشأن في قوله تعالى ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وكما في ضمير رب في قول الشاعر:

رَبَّهُ فِنْيَةٌ دعوتُ إلى ما

يورثُ الحمدَ دائماً فأجابُوا

تطبيقات على ضعف التأليف:

١ـ بيضاءُ يمنعها التكلُّمَ دَلُّهَا

تِيهاً ويمنعها الحياءُ تَمِيسَا

٢ـ ولو أنَّ مجداً أخلد الدَّهْرَ واحداً

من الناس أبقى مجدُهُ الدهْرَ مُطْعِمَا

ففي الأول حذف أن مع بقاء عملها، وتقدير الكلام ـ أن تميس ـ وفي الثاني عود الضمير على متأخر لفظا ومعنى وحكما.

أمثلة أخرى:

وما علينا إذا ما كنتِ جارتَنَا

إلاَّ يجاورَنَا إلاَّكِ دَيَّارُ

خَلَتِ البلادُ من الغزالة ليلها

فأعَا ضَهَاكَ الله كى لا تَحْزَنَا

(٢) قفر بالرفع صفة لمكان على القطع، ويجوز أن يكون خبر المبتدإ، والمعنى أن القبر مع مكانه قفر.

۵۲۰۱