لاَ سِيَّمَا الخَيالِيَّ، فَإنَّ جَمْعَهُ عَلَى مَجْرَى الاْلْفِ وَالْعَادَةِ.


والوصل، وهو مبني على الجامع [لا سيما] الجامع [الخيالي، فإن جمعه على مجرى الألف والعادة] بحسب انعقاد الأسباب في إثبات الصور في خزانة الخيال، وتَبَايُنُ الأسباب مما يفوته الحصر.

فظهر أنْ ليس المراد بالجامع العقلي ما يدرك بالعقل، وبالوهمى ما يدرك بالوهم، وبالخيالى ما يدرك بالخيال، لأن التضاد وشبهه ليسا من المعاني التي يدركها الوهم، وكذا التقارن في الخيالى ليس من الصور التي تجتمع في الخيال، بل جميع ذلك مَعَان معقولةٌ، وقد خفي هذا على كثير من الناس، فاعترضوا بأن السواد والبياض مثلا من المحسوسات دون الوهميات، وأجابوا بأن الجامع كوْنُ كُلٍّ منهما مُضَادّاً للآخر، وهذا معني جزئي لا يدركه إلا الوهم، وفيه نظر، لأنه ممنوع(١) وإن أرادوا أن تَضَادَّ هذا السواد لهذا البياض معني جزئي فَتَمَاثُلُ هذا مع ذاك وتَضايُفُهُ معه أيضا معني جزئي، فلا تَفَاوُتَ بين التماثل والتضايف وشبههما في أنها إن أضيفت إلى الْكُلِّيَّاتِ كانت كُلِّيات، وإن أضيفت إلى الْجُزْئِيَّاتِ كانت جزئيات، فكيف يصح جعل بعضها على الإطلاق عقليا وبعضها وهميا، ثم إن الجامع الخيالي هو تَقَارُنُ الصور في الخيال، وظاهر أنه ليس بصورة ترتسم في الخيال، بل هو من المعانى(٢).

فإن قلت: كلام المفتاح مُشْعِرٌ بأنه يكفى لصحة العطف وجود الجامع بين الجملتين باعتبار مفرد من مفرداتهما، وهو نفسه معترف بفساد ذلك حيث منع صحة نحو ـ خُفِّى ضَيِّقٌ وخَاتَمِي ضَيِّقٌ ـ ونحو ـ الشمس ومرارة الأرنب وألْفُ باَذَنْجَانَة

__________________

(١) يريد منع أن تضاد البياض للسواد معني جزئي، وإثبات أنه كلى، لأن التضادّ المأخوذَ مضافاً إلى كُلِّيٍّ كُلِّيٌّ.

(٢) أي التي تدرك بالعقل أو الوهم، فلا يصح تفسير الخيالى أيضا مما يدرك بالخيال.

۵۲۰۱