وَتظُنَّ سَلْمى أَنَّنِي أَبْغِى بِهَا

بَدَلاَ أُرَاهَا فِي الضَّلاَلِ تَهِيمُ

وَيَحْتَمِلُ الاِسْتئنَافَ.

وَأَمَّا كَوْنُهَا كالْمُتَّصِلَةِ بِهَا فَلِكَوْنِها جَوَابَا لِسُؤَال اقْتَضَتْهُ الْأُولَى فَتُنَزَّلُ مَنْزِلَتَهُ، فَتُفْصَلُ عَنْهَا كما يُفْصَلُ الْجَوَابُ عَنِ السُّؤَال


وتظن سلمى أنني أبغى بها

بدلا أراها في الضلال تهيم(١)]

فبين الجملتين مناسبة ظاهرة لإتحاد المسندين، لأن معنى أراها أظنها، وكون المسند إليه في الأولى محبوبا وفي الثانية مُحِبّاً، لكِنْ ترك العاطف لئلا يُتَوَهَّمَ أنه عَطْفٌ على ـأبغى ـ فيكون من مظنونات سلمى [ويحتمل الاستئناف] كأنه قيل: كيف تُرَاهَا في هذا الظن؟ فقال: أُرَاهَا تتحير في أودية الضلال.

[وأما كونها] أي الثانية [كالمتصلة بها] أي بالأولى [فلكونها] أي الثانية [جوابا لسؤال اقتضته الأولى، فتنزل] الأولى [منزلته] أي السؤال، لكونها مشتملة عليه ومقتضية له [فتفصل] الثانية [عنها] أي عن الأولى [كما يفصل الجواب عن السؤال]

__________________

(١) لم يعرف شارح الشواهد قائله، وأراها بمعني أظنها على صيغة المبنى للمفعول وهو للفاعل، وتهيم مضارع هام على وجهه إذا مشى من غير قصد.

تطبيقات على الفصل لشبه كمال الانقطاع:

١ـ يقولون إنى أحمل الضَّيْمَ عندهُمْ

أعوذ بِرَبِّي أن يُضَامَ نَظِيرِي

٢ـ قوله تعالى ـ ﴿وَإذَا خَلَوْا إلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إنَّا مَعَكُمْ إنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ، اللهُ يَسْتَهْزِيءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ.

لم تعطف جملة ـ أعوذ ـ على جملة ـ يقولون ـ لئلا يتوهم عطفها على جملة ـ أحمل ـ لقربها منها، ولم تعطف جملة ـ الله يستهزىء ـ على جملة الشرط قبله، لئلا يتوهم عطفها على جملة ـ إنا معكم ـ لقربها منها.

۵۲۰۱