كالتَّهْدِيدِ، كَقَوْلِكَ لِعَبْد لاَ يَمْتَثِلُ أَمرَكَ ـ لاَ تمْتَثِلْ أَمْرِي.

وَهذِهِ الْأَرْبَعَةُ يَجُوزُ تَقْدِيرُ الشَّرْطِ بَعْدَها، كَقَوْلِك ـ لَيتَ لِي مَالاً أُنْفِقْهُ، وَأَيْنَ بَيْتُكَ أَزْركَ، وَأَكْرِمْنِي أُكْرِمْكَ، وَلاَ تَشْتُمْنِى يَكُنْ خَيْراً لَكَ.


عن الفعل بالاشتغال بأحد أضداده، أو تَرْكُ الفعل وهو نفس ألاَّ تفعل(١).

[كالتهديد، كقولك لعبد لا يمتثل أمرك ـ لا تمتثل أمري] وكالدعاء والالتماس وهو ظاهر.

[وهذه الأربعة] يعنى الَّتمنِّى ـ والاستفهام والأمر والنهي [يجوز تقدير الشرط بعدها] وإيراد الجزاء عَقِيبَهَا مجزوما بأنِ الْمُضْمَرَةِ مع الشرط [كقولك] في التمنى [ليت لي ما لا انفقه] أي إن أرْزَقْهُ أنفقه [و] في الاستفهام [أيْن بيتك أزرك] أي إن تُعَرِّفْنِيهِ أزرك [و] في الأمر [أكرمنى أكرمك] أي إن تكرمنى أكرمك [و] في النهي [لا تشتمنى يكن خيرا لك] أي إن لا تشتمنى يكن خيرا لك، وذلك لأن الحامل للمتكلم على الكلام الطَّلَبِىِّ كَوْنُ المطلوب مقصودا للمتكلم إما لذاته أو لغيره لتوقف ذلك الغير على حصوله، وهذا معنى الشرط، فإذا ذكرت الطلب وذكرت بعده ما يصلح

__________________

(١) أي نفس عدم الفعل بناء على جواز التكليف به.

تطبيقات على النهي:

١ـ قوله تعالى ـ ﴿قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِى وَلاَ بِرَأْسِى إنِّي خَشِيتُ أنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِى إسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلى:

٢ـ لا تيأسوا أن تستردُّوا مجدُكمْ

فَلَرُبَّ مغلوب هَوَى ثم ارتقى

٣ـ نَذِيرِى أتاك فلا تَتَّعِظْ

وسوف يَرُوعُكَ صَبْرُ الحليمْ

النهي في الأول للالتماس، وفي الثاني للارشاد، وفي الثالث للتهديد.

أمثلة أخرى:

١ـ لا تأخذنِّي بأقوال الْوُشَاةِ ولم

أُذْنِبْ وقد كثرتْ فِيَّ الأقاويلُ

٢ـ أعيَنَّى جُودَا ولا تجمُدَا

ألاَ تبكيان لصخر النَّدَى

٣ـ فَتَى الشِّعر هذا موطن الصدق والْهُدَى

فلا تكذب التاريخ إن كنتُ مُنْشِدَا

۵۲۰۱