وَالْغَرَابةُ نَحْوُ:

*وَفاحِماً وَمَرْسِناً مُسَرَّجاً*

أَيْ كالسّيْفِ السُرَيْجِيّ في الدِّقَّةِ وَالاِسْتِوَاءِ، أَوْ كالسرَاجِ في الْبَرِيقِ واَللَّمَعَانِ


[والغرابة]كَوْنُ الكلمة وحشية غير ظاهرة المعنى، ولا مأنوسة الاستعمال(١)[نحو] مسرج في قول الْعَجَّاج(٢).

«وَمُقْلَةً وحاجباً مُزَجَّجَا»

أي مُدَقَّقاً مطوَّلا [وفاحما] أي شعرا أسود كالفحم [ومرسنا] أي أنفا [مسرجا أي كالسيف السريجي في الدقة والاستواء] وسُرَيْجٌ اسم قَيْن تنسب اليه السيوف [أو كالسراج في البريق واللمعان] فإن قُلْتَ لم لم يجعلوه اسم مفعول من سَرَّجَ الله وجهه أي بَهَّجَهُ وحَسَّنَهُ، قُلْتُ هو أيضاً من هذا الْقَبِيلِ(٣) أو مأخوذ(٤) من السِّراج على ما

__________________

(١) فالغرابة تنقسم بهذا إلى قسمين: غرابة ترجع إلى بعد في تخريج المعنى وقد مثل لها بقول العجاج، وغرابة ترجع إلى عدم انس الاستعمال لعدم تداول اللفظ في لغة خلص العرب كما في قول امريء القيس: رُبَّ جَفْنة مُثْعَنْجِرَة، وطعنة مُسْحَنْفِرَة تبقى غدا بأنْقِرَه.

(٢) هو عبدالله بن رؤبة من شعراء الدولة الأموية. والحق أنه لابنه رؤبة بن العجاج من قوله:

أَيَّامَ ابدتْ واضحاً مُفَلَّحَا

أَغَرَّ بَراقاً وطَرْفاً أَبْرَجَا

ومقلةً وحاجبا مُزَججاً

وفاحماً ومَرْسِناً مُسَرَّجَا

والشاهد في قوله (مسرجا) لأن اسم المفعول في الأصل معناه ذات وقع عليها الفعل، وكونه بمعنى ذات شبيهة بأخرى كما هنا بعيد.

(٣) ولكنه من الغرابة بالمعنى الثاني لا الأول.

(٤) فمعنى سَرَّجَ على هذا جعله ذا سراج بالمشابهة وهو بعيد غريب، لأن الظاهر أنه جعله ذا سراج حقيقة لا مشابهة.

تطبيقات على الغرابة:

١- نَقِي تَقِي لم يُكَثِّر غنيمةً

بِنَهْكَةِ ذي قُرْبَى وَلاَ بِحَقَلَّدِ

٢- وما أرضى للِمُقلتِهِ بِحُلْم

إذا انتبهتْ تَوَهَّمَهُ ابْتِشَاكَا

فالحقلّد السىء الخلق، وهو غريب لعدم تداوله، والابتشاك الكذب، وهو غريب لعدم تداوله أيضا امثلة اُخرى:

قال أبو علقمة لطبيب: أجد رَسِيساً في أسْنَاخِي، وأري وجعا فيما بين الوابلة إلى الاطْرَةِ من داياتِ الْعُنُق.

۵۲۰۱