السائر، وزعم بعضهم أن منشأ الثقل في مستشزرات هو توسط الشين المعجمة التي هي من المهموسة الرخوة، بين التاء التي هي من المهموسة الشديدة، وبين الزاي المعجمة التي هي من المجهورة، ولو قال مستْشَرْفٌ لزال ذلك الثقل، وفيه نظر لأن الراء المهملة أيضاً من المجهورة وقيل إن قرب المخارج سبب للثقل المخل بالفصاحة وإن قوله تعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إليكُمْ ثقلا قريبا من المتناهي، فيخل بفصاحة الكلمة لكن الكلام الطويل المشتمل على كلمة غير فصيحة لا يخرج عن الفصاحة، كما لا يخرج الكلام الطويل المشتمل على كلمة غير عربية عن أن يكون عربيا، وفيه نظر لأن فصاحة الكلمات مأخوذة في تعريف فصاحة الكلام من غير تفرقة بين طويل وقصير على أن هذا القائل فسر الكلام بما ليس بكلمة، والقياس على الكلام العربي ظاهر الفساد، ولو سلم عدم خروج السورة عن الفصاحة فمجرد اشتمال القرآن على كلام غير فصيح بل على كلمة غير فصيحة مما يقود إلى نسبة الجهل أو العجز إلى الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

__________________

فحروفها متقاربة أيضا، وقد يحصل تباعد المخارج بدون تنافر، نحو (عَلِمَ) فهي مركبة من حروف (ملع) وقد يحصل قرب المخارج بدون تنافر، نحو لفظ الشجر والجيش وغيرهما، فالمعوّل في ذلك على الذوق وحده.

تطبيقات على التنافر في الكلمة:

١ـ كانما الطُّخْرُورُ باغِى آبِق

يَأكل من نبت قصير لاصق

٢ـ قد قلتُ لما اطْلَخَمَّ الأمرُوانبعثتْ

عَشْواءُ تاليةً غُبْساً دَهارِيسا

فالطخرور في بيت المتنبى متنافر الحروف، وهو المهر بضم الميم، واطلخم في بيت أبي تمام متنافر الحروف، وهو بمعنى عظم واشتد.

أمثلة أخرى: كتب بعض الإمراء حين مرضت أمه رقاعا وطرحها في المسجد الجامع ببغداد: صين أمرؤ ورُعِى، دعا لأمرأة إنْقَحْلَة مُقْسَئِة، قد منيت بأكل الطُّرْمُوق، فأصابها من أجله الاستمصال ـ أن يمن الله عليها بالاطْرِغْشاش والابْرِغْشاش.

۵۲۰۱