وَيُسْأَلُ بِأَيٍّ عَمَّا يُمَيِّزُ أَحَدَ الْمُتشَارِكَيْنِ فِي أَمْر يَعُمُّهُمَا، نَحْوُ ـ أَيُّْ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَاماً ـ أَيْ أنحن أَمْ أَصْحَابُ مُحَمَّد.

وَبِكَمْ عَنِ الْعَدَدِ، نَحْوُ ـ سَلْ بَنِي إسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آية بَيِّنَة.

وَبِكَيْفَ عَنِ الْحَالِ، وَبِأَيْنَ عَنِ المَكانِ، وَبِمَتَى عَنِ الزَّمَانِ، وَبَأَيَّانَ عَنِ الزَّمانِ الْمُسْتَقْبَلِ، قِيلَ وَتُسْتَعْمَلُ فِي مَوَاضِعِ التَّفْخِيمِ، مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى ـ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ـ وَأَنّى تُسْتَعْمَلُ تَارَةً بِمَعْنى كَيْفَ، نَحْوُ ـ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ـ


[ويسأل بأي عما يميز أحد المتشاركين في أمر يعمهما] وهو مضمون ما أضيف إليه أيٌّ [نحو ـ أي الفريقين خير مقاما ـ أي أنحن أم أصحاب محمد] فالمؤمنون والكافرون قد اشتركا في الْفَرِيقِيَّهِ وسألوا(١) عما يميز أحدهما عن الآخر، مثل الْكَوْنِ كافرين قائلين لهذا القول، ومثل الكون أصحاب محمد عليه‌السلام غير قائلين.

[و] يسأل [بكم عن العدد، نحو ـ سل بني اسرائيل كم آتيناهم من آية بينة] أي كم آية آتيناهم أعشرين أم ثلاثين، فَمِنْ آية مُمَيِّزَكمْ بزيادة مِنْ لما وقع من الفصل بفعل مُتَعَدٍّ بين كم ومميزها كما ذكرنا في الخبرية، فكم ههنا للسؤال عن العدد، لكن الغرض من هذا السؤال هو التقريع والتوبيخ(٢) [و] يسأل [بكيف عن الحال، وبأين عن المكان، وبمتى عن الزمان] ماضيا كان أو مستقبلا(٣) [وبأيان عن الزمان المستقبل، قيل وتستعمل في مواضع التفخيم، مثل ـ يسأل أيان يوم القيامة ـ وأني تستعمل تارة بمعنى كيف ]ويجب أن يكون بعدها فعل [نحو ـ فأتوا حرثكم أني شئتم] أيْ على أيِّ حال ومن أيِّ شِقِّ أردتم، بعد أن يكون الْمَأْتيُّ موضع الحرث، ولم يجىء ـ أنَّى زَيْدٌ ـ بمعني كيف هو

__________________

(١) أي الكافرون أحْبَارَ اليهود.

(٢) والاستفهام مع هذا على حقيقته، لأن المقصود أمره أن يسألهم حقيقة عن ذلك ليعلم من جهتهم مقدارها.

(٣) ويسأل بها عن الحاضر أيضا.

۵۲۰۱