وَبِمَنِ الْعَارِضُ المُشَخِّصُ لِذِى الْعِلْمِ، كَقَوْلِنَا ـ مَنْ فِي الدَّارِ ـ وَقَالَ السَّكاكِيُّ: يُسْأَلُ بِمَا عَنِ الْجِنْسِ، تَقُولُ ـ مَا عِنْدَكَ ـ أَيْ أَيُّ أَجْنَاسِ الأَشْيَاءِ عِنْدَكَ، وَجَوَابُهُ كِتَابٌ وَنَحْوُهُ، وَعَنِ الْوَصْفِ، تَقُولُ ـ مَا زَيْدٌ ـ وَجَوَابُهُ الْكَرِيمُ وَنَحْوُهُ، وَبِمَنْ عَنِ الجِنْسِ مِنْ ذَوِى الْعِلْمِ، تَقُولُ ـ مَنْ جِبْرِيلُ ـ أَيْ أَبَشَرٌ هُوَ أَمْ مَلَكٌ أَمْ جِنِّيٌ، وفِيهِ نَظَرٌ.


حدود الأشياء التي يُبَرْهَنُ عليها في أثناء التعاليم(١) إنما هي حدود اسمية، ثم إذا بُرْهِنَ عليها وأثبت وجودها صارت تلك الحدود بعينها حدودا حقيقية، جميع ذلك مذكور في الشفاء.

[و] يطلب [بمن العارض المشخص] أي الأمر الذي يعرض [لذي العلم] فيفيد تَشَخُّصهُ وَتعيُّنَهُ [كقولنا ـ من في الدار] فيجاب عنه بزيد ونحوه مما يفيد تشخصه.

[وقال السكاكى: يسأل بما عن الجنس تقول ـ ما عندك ـ أي أي أجناس الأشياء عندك، وجوابه كتاب ونحوه] ويدخل فيه السؤال عن الماهية والحقيقة(٢) نحو ـ ما الكلمة ـ أيْ أيٌّ أجناس الألفاظ هي، وجوابه لَفْظٌ مُفْرَدٌ موضوع [أو عن الوصف تقول ـ ما زيد ـ وجوابه الكريم ونحوه، و] يسأل [بمن عن الجنس من ذوي العلم، تقول ـ من جبريل ـ أي أبشر هو أم ملك أم جنى، وفيه نظر] إذ لا نسلم أنه للسؤال عن الجنس، وأنه يصح في جواب ـ من جبريل ـ أن يقال ملك، بل يقال ـ ملك من عند الله يأتي بالوحي كذا وكذا مما يفيد تشخصه.

__________________

(١) المراد بها التراجم كالفصل والباب، وما يوضع في أولها من الحدود مثل حد الصلاة المذكور في أول بابها.

(٢) فالمراد بالجنس الماهية الكلية سواء كانت مُتَّفِقَةَ الأفراد أو مُخْتَلِفَتَهَا مجملة أو مفصّلة، فيشمل جميع أقسام المقول في جواب ما هو، وهو النوع والجنس والماهية التفصيلية والإجمالية، فالسؤال بما عند السكاكى مختص بالأمر الكلى، وعند صاحب القيل السابق لا يختص بذلك، بل يطلب بما عنده شرح الاسم كليا كان أو جزئيا.

۵۲۰۱