فالتنّافرُ نَحْوُ:

*غَدَائِرُهُ مُسْتشْزِراتٌ إلى الْعُلَى*


[فالتنافر] وصف في الكلمة يوجب ثقلها على اللسان وعسر النطق بها [نحو ]مستشزرات في قول امرىء القيس(١) [غدائره] أي ذوائبه جمع غَدِيرَة، والضمير عائد إلى الفرع في البيت السابق(٢) [مستشزرات] أي مرتفعات أو مرفوعات(٣) يقال استشزره أي رفعه واستشزر أي ارتفع [إلى العلى]:

«تَضِلُّ الْعِقاصُ في مُثَنىًّ ومُرْسَلِ»

تضل أي تغيب، العقاص جمع عقِيصَة وهي الخصلة المجموعة من الشعر، والمثني المفتول، يعنى أن ذوائبه مشدودة على الرأس بخيوط، وأن شعره ينقسم إلى عقاص ومثنى ومرسل، والأول يغيب في الأخيرين، والغرض بيان كثرة الشعر.

والضابط ههنا أن كل ما يعده الذوق الصحيح ثقيلا متعسر النطق به فهو متنافر سواء كان من قُرْبِ المخارج أو بعدها أو غير ذلك(٤) على ما صرح به ابن الأثير في المثل

__________________

(١) هو امرؤ القيس بن حجر من شعراء الجاهلية.

(٢) وهو قوله:

وفَرْع يزين المتن أسود فاحم

أَثِيث كَقِنْوِ النخلة الْمُتَعَثْكِلِ

والفرع الشعر، والفاحم الشديد السواد، والأثيث الغزير، والمتعثكل ذو العثاكيل وهي في النخيل كالعناقيد في الأعناب.

(٣) فهو إما اسم فاعل بكسر الزاي وإما اسم مفعول بفتحها، والأول من استشزر بمعنى ارتفع، والثاني من استشزره بمعنى رفعه.

(٤) كوقوع حرف بين حرفين مضاد لكل واحد منهما بصفة، وهذا مثل وقوع الشين بين التاء والزاي في (مستشزرات) فالشين من المهموسة الرخوة، والتاء من المهموسة الشديدة، والزاي من المجهورة، ومثال التنافر لتباعد الحروف نحو (مَلَعَ) إذا أسرع، ومثال التنافر لقرب المخارج نحو (مستشزرات)

۵۲۰۱