وَقَبُحَ ـ هَلْ زَيْداً ضَرَبْتَ ـ لِأَنَّ التَّقْدِيمَ يَسْتَدْعى حُصُولَ التَّصْدِيقِ بِنَفْسِ الْفِعْلِ، دُونَ ـ هَلْ زَيْداً ضَرَبْتَهُ ـ لِجَوازِ تَقْدِيرِ المُفَسَّرِ قَبلَ زَيْد، وَجَعَلَ السَّكَّاكِيُّ قُبْحَ ـ هَلْ رَجُلٌ عُرِفَ ـ لِذلِكَ، وَيَلْزمُهُ أَلاَّ يَقْبُحَ ـ هَلْ زَيْدٌ عُرفَ ـ وَعَلَّلَ غَيْرُهُ قُبْحَهُمَا بِأَنَّ هَلْ بِمَعْنَى قَدْ في الأصْلِ، وَتَرْكُ الْهَمْزَةِ قَبْلَهَا لِكَثْرَةِ وَقُوعِها في الاِسْتِفهامِ،


لقبح ولا يمتنع لما سيجيء [و] لهذا أيضا [قبح ـ هل زيدا ضربت ـ لأن التقديم يستدعى حصول التصديق بنفس الفعل] فيكون هل لطلب حصول الحاصل وهو محال، وإنما لم يمتنع لاحتمال أن يكون ـ زيدا ـ مفعول فعل محذوف(١) أو يكون التقديم لمجرد الاهتمام لا للتخصيص، لكن ذلك خلاف الظاهر [دون هل زيدا ضربته] فإنه لا يقبح [لجواز تقدير المفسر(٢) قبل ـ زيد] أي هل ضربت زيدا ضربته [وجعل السكاكى قبح ـ هل رجل عرف ـ لذلك] أي لأن التقديم يستدعى حصول التصديق بنفس الفعل، لما سبق من مذهبه من أن الأصل ـ عُرِفَ رَجُلٌ ـ على أنَّ ـ رجل ـ بدل من الضمير في ـ عرف ـ قدم للتخصيص [ويلزمه] أي السكاكى [ألا يقبح ـ هل ـ زيد عرف] لأن تقديم المظهر المعرفة ليس للتخصيص عنده، حتى يستدعى حصول التصديق بنفس الفعل، مع أنه قبيح باجماع النحاة، وفيه نظر لأن ما ذكره من اللزوم ممنوع لجواز أن يقبح لعلة أخرى(٣) [وعلل غيره] أي غير السكاكى [قبحهما] أي قبح ـ هل رجل عرف، وهل زيد عرف [بأن هل بمعنى قد في الأصل ]وأصله أهَلْ [وترك الهمزة قبلها لكثرة وقوعها في الاستفهام] فأقيمت هي مقام الهمزة وتَطفَّلَتْ عليها في الاستفهام، وقد من خَوَاصِّ الأفعال، فكذا ما هي بمعناها، وإنما لم يقبح ـ هل زيد قائم ـ لأنها إذا لم تَرَ

__________________

(١) ويكون مفعول المذكور محذوفا، والتقدير ـ هل ضربت زيدا ضربته.

(٢) أي جوازا راجحا بخلاف ما قبله.

(٣) وهي كَوْنُ هَلْ بمعنى قد في الأصل على ما سيأتى.

۵۲۰۱