لاِسْتِلْزامِهِ قَصْرَ الصِّفَةِ قَبْلَ تَمامِهَا،وَوَجْهُ الْجَمِيعِ أَنَّ النَّفْيَ فِي الاسْتِثْناءِ المُفَرَّغِ يَتَوَجَّهُ إلَى مُقَدَّر، وَهُوَ مسْتَثْنىً مِنْهُ عامٌّ مُناسِبٌ لِلمُسْتَثْنى فِي جِنْسِهِ وَصِفَتهِ، فإذَا أُوجِبَ مِنْهُ شَيْءٌ باِلاَّ جاءَ الْقَصْرُ.


اختلال المعني وانعكاس المقصود، وإنما قَلَّ تقديمهما بحالهما [لاستلزامه قصر الصفة قبل تمامها] لأن الصفة المقصورة على الفاعل مثلا هي الفعل الواقع على المفعول لا مطلق الفعل، فلا يتم المقصور قبل ذكر المفعول فلا يحسن قصره، وعلى هذا فقس، وإنما جاز على قِلَّة نظرا إلى أنها في حكم التام باعتبار ذكر الْمُتَعَلِّقِ في الآخر [ووجه الجميع] أي السبب في إفادة النفي والاستثناء القصر فيما بين المبتدإ والخبر والفاعل والمفعول وغير ذلك [أن النفي في الاستثناء المفرغ] الذي حذف منه المستثنى منه وأعرب ما بعد إلا بحسب العوامل [يتوجه إلى مقدر وهو مستثنى منه ]لأنَّ إلا للاخراجِ والاخراجُ يقتضى مُخْرَجاً منه [عام ]ليتناول المستثنى وغيره فيتحقق الاخراج [مناسب للمستثنى في جنسه(١)] بأن يقدر في نحو ـ ما ضرب إلا زيد (ما ضرب أحَدٌ) وفي نحو ـ ما كسوته إلا جُبَّةً (ما كسوته لِبَاساً) وفي نحو ـ ما جاءني إلا راكبا (ما جاءني كَائِناً على حال من الأحوال) وفي نحو ـ ما سرت إلا يوم الجمعة (ما سرت وَقْتاً من الأوقات) وعلى هذا القياس [و] في [صفته] يعنى الْفَاعِلِيَّةَ والْمَفْعُولِيَّةَ والْحَالِيَّةَ ونحو ذلك، وإذا كان النفي متوجها إلى هذا المقدر العام المناسب للمستثنى في جنسه وصفته [فإذا أوجب منه] أي من ذلك المقدر [شيء بالا جاء القصر] ضرورة بقاء ما عداه على صفة الانتفاء.

__________________

(١) أي في كونه جنسا له، لأن المستثنى من أفراد المستثنى منه، وليس المراد أنه مشارك له في الجنس كما هو ظاهر هذه العبارة.

۵۲۰۱