مِنْ فَرْطِ جَهْلِهِمْ كالْبَهائِمِ فَطَمَعُ النَّظَرِ مِنْهُمْ كَطَمَعِهِ مِنْهَا.

ثُمَّ الْقَصْرُ كَما يَقَعُ بَيْنَ المُبْتَدَإ وَالخَبرِ عَلَى مَا مَرَّ يَقَعُ بَيْنَ الْفِعْلِ وَالْفاعِلِ، نَحْوُ ـ مَا قَامَ إلاَّ زَيْدٌ ـ وَغَيْرِهِما، فَفِي الاسْتِثْناءِ يُؤَخَّرُ الْمَقْصُورُ عَلَيْهِ مَعَ أدَاةِ الاسْتِثْناءِ،

وَقَلَّ تَقْدِيمُهمَا بِحالِهما، نَحْوُ ـ ما ضَرَبَ إلاَّ عَمْراً زَيْدٌ، وَمَا ضَرَبَ إلاَّ زَيْدٌ عَمْراً ـ


من فرط جهلهم كالبهائم فطمع النظر] أي التأمل [منهم كطمعه منها] أي كطمع النظر من البهائم.

[ثم القصر كما يقع بين المبتدإ والخبر على ما مر يقع بين الفعل والفاعل، نحو ما قام إلا زيد وغيرهما] كالفاعل والمفعول نحو ـ ما ضرب زَيْدٌ إلا عمراً، وما ضرب عَمْراً إلا زَيْدٌ ـ والمفعولين نحو ـ ما أعطيت زَيْداً إلا دِرْهَماً، وما أعطيت دِرْهماً إلا زَيْداً ـ وغير ذلك من الْمُتعَلِّقَاتِ [ففي الاستثناء يؤخر المقصور عليه مع أداة الاستثناء] حتى لو أريد القصر على الفاعل قيل ـ ما ضرب عَمْراً إلا زَيْدٌ ـ ولو أريد القصر على المفعول قيل ـ ما ضرب زَيْدٌ إلا عَمْراً ـ ومعنى قصر الفاعل على المفعول مثلا قصر الفعل المسند إلى الفاعل على المفعول، وعلى هذا قياس البواقى، فيرجع في التحقيق إلى قصر الصفة على الموصوف، أو قصر الموصوف على الصفة(١) ويكون حقيقيا، وغير حقيقي، إفرادا، وقلبا، وتعيينا، ولا يخفى اعتبار ذلك [وقل] أي جاز على قِلَّة [تقديمهما] أي تقديم المقصور عليه وأداة الاستثناء على المقصور حال كونهما [بحالهما] وهو أن يلى المقصور عليه الأداة [نحو ـ ما ضرب إلا عمرا زيد] في قصر الفاعل على المفعول [وما ضرب إلا زيد عمرا] في قصر المفعول على الفاعل، وإنما قال ـ بحالهما ـ احترازا عن تقديمهما مع إزالتهما عن حالهما، بأن تؤخر الأداة عن المقصور عليه، كقولك في ـ ما ضرب زَيْدٌ إلا عَمْراً (ما ضرب عَمْراً إلا زيد) فإنه لا يجوز ذلك لما فيه من

__________________

(١) وهذا على معنى قصر الفاعل نفسه على الفعل المتعلق بالمفعول وهكذا.

۵۲۰۱