وَمِنْها إنَّمَا كَقَوْلِكَ فِي قَصْرِهِ ـ إنَّمَا زَيْدٌ كَاتِب، وَإنَّمَا زَيْدٌ قَائِمٌ ـ وَفِي قَصْرِها ـ إنما قائِم زَيْدٌ ـ لِتَضَمُّنِهِ مَعْنَى ما وَإلاَّ، لِقَوْلِ المُفسِّرِينَ ـ إنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ ـ بِالنصْبِ مَعْناهُ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إلاَّ المَيْتةَ، وَهُوَ المُطابِقُ لِقَرَاءَةِ الرَّفْعِ لِمَا مَرَّ،


[ومنها إنما كقولك في قصره] إفرادا [إنما زيد كاتب و] قلبا [إنما زيد قائم، وفي قصرها] إفرادا وقلبا [إنما قائم زيد] وفي دلائل الإعجاز أن إنما ولا العاطفة إنما يستعملان في الكلام المعتد به لقصر القلب دون الافراد، وأشار إلى سبب إفادة إنما القصر بقوله [لتضمنه معنى ما وإلا] وأشار بلفظ التضمن إلى أنه ليس بمعني ما وإلا حتى كأنهما لفظان مترادفان(١) إذ فَرْقٌ بين أن يكون في الشيء معنى الشيء. وأن يكون الشيء الشيء على الإطلاق، فليس كل كلام يصلح فيه ـ ما وإلا ـ يصلح فيه ـ إنما ـ صرح بذلك الشيخ في دلائل الإعجاز، ولما اختلفوا في إفادة إنما القصر وفي تضمنه معنى ما وإلا بينه بثلاثة أوجه فقال [لقول المفسرين ـ إنما حرم عليكم الميتة ـ بالنصب معناه ما حرم عليكم إلا الميتة، و] هذا المعنى [هو المطابق لقراءة الرفع] أي رفع الميتة، وتقرير هذا الكلام أن في الآية ثلاث قراآت (حَرَّمَ) مبينا للفاعل مع نصب الميتة ورَفْعِهَا و(حُرِّمَ) مبنيا للمفعول مع رفع الميتة، كذا في تفسير الْكُوَاشِيِّ، فعلى القراءة الأولى ـ ما ـ في إنما كَافَّةٌ، إذ لو كانت موصولة لبقى إنَّ بلا خبر والموصول بلا عائد، وعلى الثانية موصولة لتكون الميتة خبرا، إذ لا يصح ارتفاعها بِحَرَّمَ المبنى للفاعل على ما لا يخفى، والمعنى ـ إن الذي حرمه الله تعالى عليكم هو الميتة، وهذا يفيد القصر [لما مر] في تعريف المسند من أن نحو ـ المنطلق زيد، وزيد المنطلق ـ يفيد قصر الانطلاق على زيد، فإذا كان إنما متضمنا معنى ما وإلا، وكان معنى القراءة الأولى ـ ما حرم الله عليكم إلا الميتة ـ كانت مطابقة للقراءة الثانية، وإلا لم تكن مطابقة

__________________

(١) وليسا بمترادفين حقيقة، لأن من شرط الترادف الاتحاد معني وإفرادا، وهما متحدان في المعنى فقط.

۵۲۰۱