أَهَمَّ، كَقَوْلِكَ ـ قَتَلَ الخارِجِيَّ فُلاَنٌ ـ أَوْ لِأَنَّ فِي التَّأْخِيرِ إخْلالاً بِبَيَان الْمَعْنِى، نَحْوُ ـ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آل فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إيمَانَهُ ـ فإنَّهُ لَوْ أُخِّرَ ـ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ـ عَنْ قَوْلِهِ ـ يَكْتُمُ إيمَانَهُ ـ لتوُهِّم أَنهُ مِنْ صِلَةِ ـ يَكْتُمُ ـ فَلاَ يُفْهَمُ أَنَّهُ مِنْهُمْ، أَوْ بِالتَّناسُبِ كَرِعايَةِ الْفاصِلَةِ، نَحْوُ ـ فَأَوْجَسَ فِي


يقدم [أهم] جعل الْأَهَمِّيَّةَ ههنا قَسِيماً لِكَوْنِ الأصل التقديم وجعلها في المسند إليه شاملا له ولغيره من الأمور المقتضية للتقديم وهو الموافق لما في المفتاح، ولما ذكره الشيخ عبد القاهر حيث قال: إنا لم نجدهم اعتمدوا في التقديم شيئا يجرى مجرى الأصل غير العناية والاهتمام، لكن ينبغي أن يفسر وجه العناية بشيء يعرف له معنى، وقد ظن كثير من الناس أنه يكفى أن يقال قدم للعناية ولكونه أهم من غير أن يذكر من أين كانت تلك العناية وبم كان أهم ـ فمراد المصنف بالأهمية ههنا(١) الأهمية العارضة بحسب اعتناء المتكلم أو السامع بشأنه والاهتمام بحاله لغرض من الأغراض [كقولك قتل الخارجي فلان] لأن الأهم في تَعَلُّقِ القتل هو الخارجي المقتول، ليتخلص الناس من شره [أو لأن في التأخير إخلالا ببيان المعنى، نحو قوله تعالى ـ وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه ـ فإنه لو أخر] قوله [من آل فرعون عن قوله] ـ يكتم إيمانه [لتوهم أنه من صلة يكتم] أي ـ يكتم إيمانه من آل فرعون [فلم يفهم أنه] أي ذلك الرجل كان [منهم] أي من آل فرعون، والحاصل أنه ذكر لرجل ثلاثة أوصاف، قدم الأول أعني ـ مؤمن ـ لكونه أشرف، ثم الثاني لئلا يُتَوَهَّمَ خِلاَفُ المقصود(٢) [أو] لأن في التأخير إخلالا [بالتناسب كرعاية الفاصلة نحو ـ فأوجس في

__________________

(١) ومراده بها في المسند إليه الأهمية في نفس الأمر الشاملة لكون الأصل التقديم ولغيره من الأمور المقتضية له، فلا اضطراب مع هذا في كلامه هنا وهناك.

(٢) ولأن الأصل تقديم الوصف بالجار والمجرور على الوصف بالجملة.

۵۲۰۱