وَمُفْتقِراً إلى الإيضاحِ وَالتَّجْرِيدِ، أَلَّفْتُ مُخْتَصَراً يَتَضَمَّنُ ما فِيهِ مِنَ الْقَوَاعِدِ، وَيَشْتَمِلُ عَلى مَا يُحْتاجُ إلَيهِ مِنَ الأَمْثَلِه وَالشّوَاهِدِ، وَلَمْ آلُ جُهْداً فِي تَحْقِيقهِ وَتهْذِيبه، وَرتَّبْتُهُ تَرْتِيباً أَقْرَبَ تَناوُلاً مِنْ تَرْتِيبه، وَلَمْ أُبالِغْ في اخْتِصارِ لَفْظِهِ تَقْرِيباً لِتَعاطِيه، وَطَلَباً لِتَسهِيلِ فَهْمِه عَلَى طَالِبيه، وَأَضَفْتُ إلى ذَلِكَ فَوَائِدَ عَثَرْتُ في بَعْضِ كُتُبِ الْقَوْمِ عَلَيْها، وَزَوَائِدَ لَمْ أَظْفَرْ في كَلاَمِ


[مفتقرا] أي محتاجا [إلى الإيضاح] لما فيه من التعقيد [و] إلى [التجريد] عما فيه من الحشو [ألفت] جواب لما [مختصرا يتضمن ما فيه] أي في القسم الثالث [من القواعد ]جمع قاعدة وهي: حكم كلي ينطبق على جميع جزئياته ليتعرف أحكامها منه، كقولنا كل حكم منكر يجب توكيده [ويشتمل على ما يحتاج إليه من الأمثلة ]وهي الجزئيات المذكورة لايضاح القواعد [والشواهد] وهي الجزئيات المذكورة لاثبات القواعد فهي أخص من الأمثلة [ولم آل ]من الألو وهو التقصير [جهدا ]أي اجتهادا، وقد استعمل الألو في قولهم لا آلوك جهداً متعديا إلى مفعولين، وحذف ههنا المفعول الأول. والمعني لم أمنعك جهدا [في تحقيقه] أي المختصر، يعنى في تحقيق ما ذكر فيه من الأبحاث [وتهذيبه] أي تنقيحه [ورتبته] أي المختصر [ترتيبا أقرب تناولا] أي أخذا [من ترتيبه] أي من ترتيب السكاكي أو القسم الثالث، إضافة للمصدر إلى الفاعل أو المفعول [ولم أبالغ في اختصار لفظه تقريبا ]مفعول له، لما تضمنه معنى لم أبالغ، أي تركت المبالغة في الاختصار تقريبا [لتعاطيه] أي تناوله [وطلبا لتسهيل فهمه على طالبيه] والضمائر للمختصر، وفي وصف مؤلفه بأنه مختصر منقح سهل المأخذ تعريض بأنه لا تطويل فيه ولا حشو ولا تعقيد كما في القسم الثالث [وأضفت إلى ذلك ]المذكور من القواعد وغيرها [فوائد عثرت] أي اطلعت [في بعض كتب القوم عليها] أي على تلك الفوائد [وزوائد لم أظفر] أي لم أفز [في كلام

۵۲۰۱