أَحَد بِالتّصريحِ بِها وَلاَ الاشَارَةِ إلَيْها، وَسَمَّيْتُهُ (تَلْخيص المِفْتاح) وَأَنَا أَسأَلُ اللهَ تَعَالي مِنْ فَضْلهِ أَنْ يَنْفع بِه كما نَفعَ بِأَصلِهِ، إنّه وَلِيُّ ذَلِكَ، وَهوَ حَسْبي وَنِعمَ الْوكِيلُ.


أحد بالتصريح بها ]أي بتلك الزوائد [ولا الاشارة إليها ]بأن يكون كلامهم على وجه يمكن تحصيلها منه بالتبعية وإن لم يقصدوها [وسميته تلخيص المفتاح] ليطابق اسمه معناه [وأنا أسأل الله تعالى ]قدم المسند إليه قصدا إلى جعل الواو للحال [من فضله ]حال من [أن ينفع به] أي بهذا المختصر [كما نفع بأصله ]وهو المفتاح أو القسم الثالث منه [إنه ]أي الله [ولي ذلك] النفع [وهو حسبي](١) أى محسبي وكافي [ونعم الوكيل ]عطف إما على جملة هو حسبي والمخصوص محذوف(٢)، وإما على حسبي أي وهو نعم الوكيل، فالمخصوص هو الضمير المتقدم على ما صرح به صاحب المفتاح وغيره في نحو زيد نعم الرجل، وعلى كلا التقديرين قد يلزم عطف الانشاء على الإخبار.

مقدمة

رتب المختصر على مقدمة وثلاثة فنون، لأن المذكور فيه إما أن يكون من قبيل المقاصد في هذا الفن أولا، الثاني المقدمة، والأول إن كان الغرض منه الاحتراز عن الخطأفي تأدية المعنى المراد فهو الفن الأول، وإلافان كان الغرض منه الاحتراز عن التعقيد المعنوى فهو الفن الثاني، وإلا فهو الفن الثالث، وَجَعْلُ الخاتمة خارجة عن

__________________

(١) يشير إلى أن حسب اسم فاعل لا اسم فعل على الصحيح، وهو في الأصل اسم مصدر بمعنى الكفاية، ثم استعمل اسم فاعل على أنه صفة في مثل قولك مررت برجل حسبك من رجل، أو على أنه غير تابع لموصوف في مثل قولك بحسبك درهم.

(٢) والتقدير ونعم الوكيل الله.

۵۲۰۱