فَدُخولُها عَلَى الْمُضَارِعِ في نَحْوِ ـ لَوْ يُطيعُكمْ في كَثِير مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ ـ لِقَصْدِ اسْتِمرارِ الْفِعل فِيما مَضى وَقْتاً فَوَقْتاً،


الماضوية إلا لنكتة، ومذهب المبرد أنها تستعمل في المستقبل استعمال إنْ(١) وهو مع قلته ثابت، نحو قوله عليه‌السلام ـ اطلبوا العلم ولو بالصين ـ و ـ فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ولو بالسقط(٢) [فدخولها على المضارع في نحو] واعلموا أنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ [لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم] أي لوقعتم في جَهْد وهلاك [لقصد استمرار الفعل فيما مضى وقتا فوقتا] والفعل هو الاطاعة، يعنى أنَّ امتناع عَنَتِكُمْ بسبب امتناع استمراره على إطاعتكم، فإن المضارع يفيد الاستمرار، ودخول ـ لو ـ عليه يفيد امتناع الاستمرار، ويجوز أن يكون الفعل امتناع الاطاعة، يعنى أنَّ امتناع عنتكم بسبب استمرار امتناعه عن إطاعتكم، لأنه(٣) كما أن المضارع المثبت يفيد استمرار الثبوت

__________________

(١) فلا يحتاج استعمالها فيه على هذا إلى نكتة.

(٢) صدر الحديث ـ تناكحوا تناسلوا فاني الخ ـ والتقدير في الحديثين ـ ولو يكون بالصين، ولو يكون بالسقط وهذا على أن ـ لو ـ فيهما شرطية جوابها محذوف، لا وصلة للربط في الجملة الحالية، ومن استعمالها في المستقبل قول الشاعر:

ولو تلتقى أَصْدَاؤنَا بعد موتنا

ومن دُونِ رَمْسَيْنَا من الأرض سَبْسَبُ

لَظَلِّ صَدَي صوتى وإن كنتُ رِمَّةً

لصوت صدى لَيْلَى يَهَشُّ ويَطرَبُ

 (٣) هذا تعليل لقوله ـ ويجوز الخ ـ لأنه يلزمه أن المضارع إنما أفاد استمرار معنى ـ لو ـ لا معناه، وخلاصة التعليل أنه لا مانع من إفادة الفعل المضارع استمرار النفي، كما أن المثبت يفيد استمرار الثبوت.

تطبيقات على التقييد بلو:

١ـ قوله تعالى ﴿وَلَوْ تَرَى إِذ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إنَّا مُوقِنُونَ.

٢ـ لو يسمعون كما سمعتُ حديثها

خَرُّوا لِعَزَّةَ خَاشِعِينَ سُجُوداً

۵۲۰۱