وَوَجْهُ حُسنِهِ إسْمَاعُ المخَاطَبينَ الْحَقِّ عَلَى وَجْه لاَ يَزِيدُ عَضَبهُمْ، وَهُوَ تَرْكُ التصْريحِ بِنسْبَتِهِم إلَى الباطِلِ، وَيُعِينُ عَلَى قَبُولِهِ لِكَوْنهِ أَدْخَلَ فِي إمْحَاضِ النُّصْحِ، حَيْثُ لا يُرِيدُ لَهُمْ إلاَّ ما يُرِيدُ لِنَفْسِهِ.

وَلَوْ للشَّرْطِ


[ووجه حسنه] أي حسن هذا التعريض [إسماع] المتكلم [المخاطبين] الذين هم أعداؤه [الحق] هو المفعول الثاني لاسماع [على وجه لا يزيد] ذلك الْوَجْهُ [غضبهم وهو] أي ذلك الوجه [ترك التصريح بنسبتهم إلى الباطل، ويعين] عطف على ـ لا يزيد ـ وليس هذا في كلام السكاكى، أي على وجه يعين [على قبوله] أي قبول الحق [لكونه ]أي لكون ذلك الوجه [أدخل في إمحاض النصح لهم، حيث لا يريد] المتكلم [لهم إلا ما يريد لنفسه].

[ولو للشرط] أي لتعليق حصول مضمون الجزاء بحصول مضمون الشرط فرضا

__________________

من اللفظ في الالتفات على طريق المجاز، وهذا بخلاف التعريض، لأن دلالته غير لفظية، وإنما يفهم بوساطة القرائن.

تطبيقات على التقييد بإن وإذا:

١ـ قوله تعالى ﴿إذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أفْوَاجاً، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إنَّهُ كَانَ تَوَّاباً.

٢ـ فو الله ما أدرى وإني لَصادِقٌ

أَدَاءٌ عَرَانِي من حِبَابِكِ أم سِحْرٌ

فإن كان سِحْراً فاعْذُرِينِى على الهوي

وإن كان داءً غيره فلك العذر

أتي بإذا في الأول للجزم بوقوع الشرط، وعبر عن الشرط بالماضى للاشارة إلى تحققه وإن كان في المستقبل، وأتي بإن في الثاني للشك في وقوع الشرط، والْحِبَابُ فيه هو الْحُبُّ.

أمثلة أخرى:

١ـ إذا قَبُحَ البكاءُ على قَتِيلِ

رأيتُ بكاءَكَ الْحَسَنَ الْجَميلا

٢ـ إن يسمعوا الخير يُخْفُوهُ وَإنْ سَمِعُوا

شَرّاً أَذَاعُوا وإن لم يسمعوا كَذَبوا

۵۲۰۱