وَلِهذَا نُكِّرَتْ.

وَقَدْ تُسْتَعْمَلْ إنْ فِي الْجَزْمِ تَجَاهُلاً أَوْ لِعَدَمِ جَزْمِ الْمُخَاطَبِ كَقَوْلِكَ لِمَنْ يُكَذِّبُكَ ـ إنْ صَدَقْتُ فَمَاذَا تَفْعَلُ، أَوْ تَنْزِيلِهِ مَنْزِلَةَ الْجَاهِلِ لِمُخَالَفَتِهِ مُقْتَضَى الْعِلْمِ، أَوِ التَّوْبِيخِ وَتَصْوِيرِ أَنَّ الْمَقَامَ لاِشْتِمَالِهِ عَلَى مَا يَقْلَعُ الشَّرْطَ عَنْ أَصْلِهِ لاَ يَصْلُحُ إِلاَّ لِفَرْضِهِ كَمَا يُفْرَضُ الْمُحَالُ، نَحْوُ ـ أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً إنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ ـ فِيمَنْ قَرَأَ إِنْ بِالْكَسْرِ،


إلى الحسنة المطلقة [ولهذا نكرت] السيئة لتدل على التقليل.

[وقد تستعمل إن(١) في] مقام [الجزم] بوقوع الشرط [تجاهلا] كما إذا سئل العبد عن سيده ـ هل هو في الدار ـ وهو يعلم أنه فيها، فيقول ـ إن كان فيها أخبرك ـ يتجاهل خوفا من السيد [أو لعدم جزم المخاطب] بوقوع الشرط، فيجرى الكلام على سَنَنِ اعتقاده [كقولك لمن يكذبك(٢) ـ إن صدقت فماذا تفعل] مع علمك بأنك صادق [أو تنزيله] أي تنزيل المخاطب العالم بوقوع الشرط [منزلة الجاهل لمخالفته مقتضى العلم] كقولك لمن يؤذى أباه ـ إن كان أباك فلا تؤذه [أو التوبيخ] أي تعيير المخاطب على الشرط [وتصوير أن المقام لاشتماله على ما يقلع الشرط عن أصله لا يصلح إلا لفرضه] أي فرض الشرط [كما يفرض المحال] لغرض من الأغراض [نحو ـ أفنضرب عنكم الذكر] أي أنُهْمِلُكُمْ فنضرب عنكم القرآن، وما فيه من الأمر والنهي والوعد والوعيد [صفحا] أي إعراضا أو للاعراض أو معرضين(٣) [إن كنتم قوما مسرفين، فيمن قرأ إن بالكسر] فَكَوْنُهُمْ مسرفين أمْرٌ مقطوع به، لكن جىء بلفظ إن لقصد التوبيخ

__________________

(١) وقد تستعمل إذا أيضا في مقام الشك للاشارة إلى أن الشرط لا ينبغى أن يشك فيه، أو لعدم شك المخاطب، أو لتنزيله منزلة غير الشَّاكِّ، أو لتغليب غير الشَّاكِّ على الشَّاكِّ.

(٢) أي لمن يشك في صدقك، كما هو فَرْضُ هذا المقام.

(٣) يشير بهذا إلى أنه يجوز أن يكون مفعولا مطلقا أو لأجله أو حالا.

۵۲۰۱