وَقَوْلِهِ:

نَحْنُ بِمَا عِنْدِنا وَأَنْتَ بِما

عِنْدَكَ رَاض وَالرَّأَيُ مُخْتَلِفُ

وَقَوْلِكَ ـ زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ وَعَمْرو ـ وَقَوْلِكَ ـ خَرَجْتُ فَإذَا زَيْدٌ ـ وَقَوْلِهِ:

* إنَّ مَحَلاًّ وَإنَّ مُرْتَحَلاَ *


المقام بسبب التوجع ومحافظة الوزن، ولا يجوز أن يكون ـ قيار ـ عطفا على محل اسم إنَّ وغريب خبرا عنهما لامتناع العطف على محل اسم إنَّ قبل مضى الخبر لفظا أو تقديرا، وأما إذا قدرنا له خبرا محفوفا فيجوز أن يكون هو عطفا على محل اسم إنَّ، لأن الخبر مقدم تقديرا، فلا يكون مثل ـ إن زيدا وعمرو ذاهبان ـ بل مثل ـ إن زيدا وعمرو لذاهب ـ وهو جائز، ويجوز أن يكون مبتدءا والمحذوف خبره والجملة بِأسْرِهَا عطف على جملة إن مع اسمها وخبرها، [وكقوله:

نحن بما عندنا وأنت بما

عندك راض والرأي مختلف(١)]

فقوله نحن مبتدأ محذوف الخبر لما ذكرنا، أي نحن بما عندنا راضون، فالمحذوف ههنا هو خبر الأول بقرينة الثاني، وفي البيت السابق بالعكس [وقولك زيد منطلق وعمرو] أي وعمرو منطلق، فحذف للاحتراز عن العبث من غير ضيق المقام [وقولك خرجت فإذا زيد] أي موجود أو حاضر أو واقف أو بالباب أو ما أشبه ذلك، فحذف لما مر مع اتباع الاستعمال، لأن إذا المفاجأة تدل على مطلق الوجود، وقد ينضم إليها قرائن تدل على نوع خُصُوصِيَّة، كلفظ الخروج المشعر بأن المراد فاذاً زيد بالباب أو حاضر أو نحو ذلك [وقوله:

إن محلا وإن مرتحلا]

وإن في السَّفْرِ إذ مَضَوْا مَهَلا(٢)

__________________

(١) هو لعمرو بن امريء القيس الخزرجى من الشعراء المحضرمين.

(٢) هو لأعشى قيس من شعراء الجاهلية، ومحلا ومرتحلا مصدران ميميان، والسفر اسم جمع بمعنى

۵۲۰۱