فَحِينئذ يُوجِبُ الاقْبالَ عَلَيْهِ وَالخِطابَ بَتَخْصِيصِهِ بِغايَةِ الخُضوع وَالاسْتِعانَةِ في المُهِمَّاتِ.


الاتساع(١) والمعنى على الظرفية، أي مَالِك في يوم الدين، والمفعول محذوف دلالة على التعميم(٢) [فحينئذ يوجب] ذلك المحرك لتناهيه في القوة [الاقبال عليه] أي إقبال العبد على ذلك الحقيق بالحمد [والخطاب بتخصيصه بغاية الخضوع والاستعانة في المهمات] فالباء في ـ بتخصيصه ـ متعلق بالخطاب، يقال ـ خَاطَبْتُهُ بالدعاء ـ إذا دعوت له مواجهة، وغاية الخضوع هو معنى العبادة، وعموم المهمات مستفاد من حذف مفعول ـ نستعين(٣) والتخصيص مستفاد من تقديم المفعول، فاللطيفة

__________________

(١) يعنى به المجاز العقلى في النسبة الاضافية، فقد أضيف اسم الفاعل إلى الظرف، وحَقُّهُ أن يضاف إلى المفعول به.

(٢) وهو الذي قدره الخطيب في قوله ـ مالك الأمر كله في يوم الجزاء.

(٣) يعنى مفعوله الثاني، ومفعوله الأول هو الضمير المقدم عليه.

تطبيقات على الالتفات:

١ـ قوله تعالى ـ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إذ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً.

٢ـ باَنَتْ سعادُ فامسى القلبُ مَعْمُودَا

وأَخْلَفَتْكَ ابْنَةُ الْحُرِّ المواعِيدَا

٣ـ قوله تعالى ـ﴿وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إلَيْهِ إنَّ رَبِّى رَحِيمٌ وَدُودٌ.

فالأول فيه انتقال من الخطاب إلى الغيبة في قوله ـ واستغفر لهم الرسول، والثاني فيه انتقال من التكلم إلى الخطاب في قوله (وأخلفتك) والثالث فيه انتقال من الخطاب إلى التكلم في قوله (إن ربي).

أمثلة أخرى:

١ـ قوله تعالى ـ ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَتَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ:

٢ـ لفَوُّكَ في عَلَمِ البلادِ مُنكَّساً

جَزِعَ الهلالُ على فَتَى الْفِتْيَانِ

٣ـ أعْيَاكَ رَسْمُ الدَّارِ لم يَتَكَلَّمِ

حتى تكلم كالأصَمِّ الأعْجَمِ

۵۲۰۱