وَإنْ كانَ غَيرَهُ فَلِزِيادَةِ التّمْكِينِ، نَحْوُ (قَلْ هوَ اللهُ أَحَدٌ * أَللهُ الصَّمَدُ) وَنَظَيرُهُ مِنْ غَيْرِهِ ـ وَبالْحَقّ أنْزَلْناهُ وَبالْحَقِّ نَزَلَ ـ أَوْ إدْخالِ الرَّوْعِ في ضَمِيرِ السامِعِ وَتَرْبِيَةِ المَهابةِ، أَوْ تَقْوِيةِ دَاعِى الْمَأَمُورِ، مِثالُهما قَوْلُ الخُلَفاءِ ـ أَمِيرُالْمؤْمِنِينَ يأْمُرُكَ بَكَذا ـ وَعَلَيْهِ مِنْ غَيْرِهِ ـ فإذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ ـ أَوِ الاسْتِعْطَافِ كَقَوْلِهِ:

إلهي عَبْدُكَ الْعاصِى أَتَاكَا


إشارة إلى أن قتله قد ظهر ظهور المحسوس.

[وإن كان] المظهر الذي وضع موضع المضمر [غيره] أي غير اسم الإشارة [فلزيادة التمكين] أي جعل المسند إليه متمكنا عند السامع [نحو ـ قل هو الله أحد، الله الصمد] أي الذي يُصْمَدُ إليه ويُقْصَدُ في الحوائج، لم يقل ـ هو الصمد ـ لزيادة التمكين [ونظيره ]أي نظير ـ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، اللهُ الصَّمَدُ ـ في وضع المظهر موضع المضمر لزيادة التمكين [من غيره] أي من غير باب المسند إليه [وبالحق] أي بالحكمة المقتضية للانزال [أنزلناه] أي القرآن [وبالحق نزل] حيث لم يقل وبه نزل [أو إدخال الروع] عَطْفٌ على زيادة التمكين [في ضمير السامع وتربية المهابة] عنده، هذا كالتأكيد لإدخال الروع [أو تقوية داعى المأمور، مثالهما] أي مثال التقوية وإدخال الروع مع التربية [قول الخلفاء ـ أميرالمؤمنين يأمرك بكذا] مكان ـ أنا آمرك [وعليه] أي على وضع المظهر موضع المضمر لتقوية داعى المأمور [من غيره] أي من غير باب المسند إليه [فإذا عزمت فتوكل على الله] لم يقل ـ عَلَيَّ ـ لما في لفظ الله من تقوية الداعى إلى التوكل عليه، لدلالته على ذات موصوفة بالأوصاف الكاملة من القدرة الباهرة وغيرها [أو الاستعطاف] أي طلب العطف والرحمة [كقوله:

إلهي عبدك العاصى أتاكا]

مُقِرّاً بالذنوب وقد دَعَاكَا

لم يقل ـ أنا لما في لفظ ـ عبدك العاصى ـ من التَّخَضُّعِ واستحقاق الرحمة وترقب

۵۲۰۱