أَوِ التّهكُّمِ بالسّامعِ كما إذا كانَ فاقِداً الْبَصَرِ، أَوِ النِّدَاءِ عَلَى كمال بَلاَدَتهِ أَوْ فَطَانَتِهِ، أَوِ ادِّعاءِ كمالِ ظُهُورِهِ، وَعَلَيْهِ مِنْ غَيرِ هذا الْبابِ.

تَعَاللْتِ كَيْ أَشْجى وَما بِكَ عِلَّةٌ

تُرِيدينَ قَتْلي قَدْ ظَفِرْتِ بِذلِكِ


الحكم العجيب، وهو جعل الأوهام حائرة والعالم النحرير زنديقا، فالحكم البديع هو الذي هو الذي أُثْبِتَ للمسند إليه الْمُعَبَّرُ عنه باسم الإشارة [أو التهكم] عطف على كمال العناية [بالسامع كما إذا كان] السامع [فاقد البصر] أو لا يكون ثَمَّةَ مُشَارٌ إليه أصلا [أو النداء على كمال بلادته] أي بلادة السامع بأنه لا يدرك غير المحسوس [أو] على كمال [فطانته] بأن غير المحسوس عنده بمنزلة المحسوس [أو ادعاء كمال ظهوره] أي ظهور المسند إليه [وعليه] أي على وضع إسم الإشارة موضع المضمر لإدعاء كمال الظهور [من غير هذا الباب] أي باب المسند إليه [تعاللت] أي أظهرت العلة والمرض [كي أشجى] أي أحزن، من ـ شَجِيَ بالكسر ـ أي صار حزينا، لا من ـ شَجَا الْعَظْمُ ـ بمعنى ـ نَشِبَ في حلقه [وما بك علة * تريدين قتلى قد ظفرت بذلك](١) أي بقتلي، كان مقتضى الظاهر أن يقول ـ به ـ لأنه ليس بمحسوس، فعدل إلى ـ ذلك ـ

__________________

(١) البيت لعبدالله بن الدمنيةُّ منْ شعراء الدولة الأموية:

تطبيقات على وضع المضمر موضع المظهر وبالعكس:

١ـ نِعْمَ امر أين حاتِمٌ وكعبُ

كِلاَهُمَا غَيْثٌ وسيفٌ عَضْبٌ

٢ـ إن تسألوا الحقَّ نُعْطِ الحقِّ سَائِلَهُ

والدِّرْعُ مُحْقَبَةٌ والسيف مَقْرُوبُ

فالأول (نعم امرأين) من وضع المضمر موضع المظهر لأجل إفادة التشويق، والثانى من وضع المظهر موضع المضمر لزيادة التمكين.

أمثلة أخري:

١ـ قوله تعالى ـ (فانَّهَا لاَ تَعْمَي الْأَبْصَارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ.

٢ـ شَدَدْنَا شدَّة اللَّيْثِ

غَدَا واللَّيْثُ غضبانُ

۵۲۰۱