ثُمَّ قَالَ: وَيَقْرُبُ مِنْ ـ هُوَ قَامَ ـ زَيْدُ قائِمٌ ـ فِي التَّقَوِّى لِتَضَمُّنِهِ الضَّمِيرَ، وَشَبَّهَهُ بِالْخَالِى عَنْهُ مِنْ جَهَةِ عَدَمِ تَغَيُّرِهِ فِي التَّكَلُّمِ وَالخِطَابِ وَالْغَيْبَةِ، وَلِهَذا لَمْ يُحْكَمْ بِأَنَّهُ جمْلةٌ، وَلاَعُومِلَ مُعَامَلَتَها فِي الْبِنَاءِ.

وَمِمَّا يُرَى تَقْدِيمُهُ كاللاَّزِمِ


[ثم قال] السكاكى [ويقرب من] قَبِيلِ [هو قام ـ زيد قائم ـ في التقوي لتضمنه] أي لتضمن ـ قائم ـ [الضمير] مثل ـ قام ـ فيحصل للحكم تَقَوٍّ [وشبهه] أي شبه السكاكى مثل ـ قائم ـ المتضمن للضمير [بالخالى عنه] أي عن الضمير من جهة [عدم تغيره في التكلم والخطاب والغيبة] نحو ـ أنا قائم، وأنت قائم، وهو قائم ـ كما لا يتغير الخالى عن الضمير، نحو ـ أنا رجل، وأنت رجل، وهو رجل ـ وبهذا الاعتبار قال ـ يقرب ـ ولم يقل نظيره، وفي بعض النسخ ـ وشَبَهه ـ بلفظ الاسم مجرورا عطفا على ـ تَضَمُّنِهِ ـ يعنى أن قوله ـ يقرب ـ مشعر بأن فيه شيئا من التَّقَوِّي وليس مثل التقوى في ـ زيد قام ـ فالأول لتضمنه الضمير والثاني لِشَبَهِهِ بالخالى عن الضمير [ولهذا] أي ولشبهه بالخالى عن الضمير [لم يحكم بأنه] أي مثل ـ قائم ـ مع الضمير، وكذا مع فاعله الظاهر أيضا [جملة ولا عومل] قائم مع الضمير [معاملتها ]أي معاملة الجملة [في البناء] حيث أعرب في مثل ـ رجل قائم، ورجلا قائما، ورجل قائم.

[ومما يرى تقديمه] أي من المسند إليه الذي يري تقديمه على المسند [كاللازم

__________________

فتقديمه في الأول للاهتمام والتعظيم، وفي الثاني لتقوية الحكم، وفي الثالث للتخصيص بالخبر الفعلي:

أمثلة أخرى:

١ـ هما يلبسان المجد أحسن لِبْسَةِ

شحيحان ما اسْطَاعَا عليهِ كِلاَهُمَا

٢ـ لمستُ بكفّى كَفَّهُ أَبتغى الغنى

ولم أدر أن الْجُودَ من كَفِّهِ يُعْدِى

فلا أنا منه ما أفاد ذَوُوا الغنى

أفدتُ وأعداني فأتلفتُ ما عندى

۵۲۰۱