أَوِ الْمُسْنَدِ كَذلِكَ، نَحْوُ ـ جَاءَنِى زَيْدٌ فَعَمْرٌو أَوْ ثمّ عَمْرٌو أَوْ جَاءَنِى الْقَوْمُ حَتَّى خَالِدٌ،


ليس من عطف المسند إليه بل من عطف الجمل، وما يقال من أنه احتراز عن نحو ـ جاءنى زيد جاءنى عمرو ـ من غير عطف فليس بشيء، إذ ليس فيه دلالة على تفصيل المسند إليه، بل يحتمل أن يكون إضرابا عن الكلام الأول، نص عليه الشيخ في دلائل

الاعجاز [أو] لتفصيل [المسند] بأنه قد حصل من أحد المذكورين أوَّلاً ومن الآخر بعده مع مهلة أو بلا مهلة [كذلك] أي مع اختصار، واحترز بقوله ـ كذلك ـ عن نحو ـ جاءنى زيد وعمرو بعده بيوم أو سنة [نحو جاءنى زيد فعمرو، أو ثم عمرو، أو جاءنى القوم حتى خالد] فالثلاثة تشترك في تفصيل المسند إلا أن الفاء تدل على التعقيب من غير تَرَاخ، وثم على التراخى، وحتى على أن أجزاء ما قبلها مترتبة في الذهن من الأضعف إلي الأقوى أو بالعكس، فمعنى تفصيل المسند فيها أن يُعْتَبَرَ تَعَلُّقُهُ بالمتبوع أوَّلاَ وبالتابع ثانيا، من حيث إنه أقوى أجزاء المتبوع أو أضعفها، ولا يشترط فيها الترتيب الخارجي(١) فإن قلت في هذه الثلاثة أيضا تفصيل للمسند إليه فلم لم يقل أو لتفصيلهما معا، قلت فَرْقٌ بين أن يكون الشيء حاصلا من شيء وبين أن يكون مقصودا منه، وتفصيل المسند إليه في هذه الثلاثة وإن كان حاصلا،

__________________

(١) لأنه يجوز أن تقول فيها ـ مات كل أب لى حتى آدم عليه‌السلام.

تطبيقات على تقييد المسند إليه بالعطف:

١ـ قوله تعالى ـ ﴿إنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ.

٢ـ وَقَدْ زَعَمَتْ لَيْلَى بأَنِّيَ فاجرٌ

لنفسى تُقَاها أو عليها فجورُهَا

٣ـ عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا

بمنى تَأَبَّدَ غَوْلُهَا فَرِجَامُهَا

فَمَدَافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَا

خَلَقاً كما ضَمِنَ الْوُحِيَّ سِلاَمُهَا

عطف المسند إليه بالواو في الأول لأجل تفصيله مع الاختصار، وبأو في الثاني لافادة الابهام والتلطف مع محبوبته، وبالفاء في الثالث لأجل تفصيل المسند مع الاختصار.

۵۲۰۱