أوْ مِقْدَارِ تَنَبُّهِهِ، أَوْ إيهامِ صَوْنِهِ عَنْ لِسَانِكَ، أَوْ عكْسِهِ أَوْ تَأَتِّي الانْكارَ لَدَى الحاجَةِ، أَوْ تَعَيُّنهِ، أَوِ ادِّعَاءِ التَّعيُّنِ، أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ.


أم لا(١) [أو] اختبار [مقدار تنبهه] هل يتنبه بالقرائن الخفية أم لا(٢) [أو إيهام صونه ]أي صون المسند إليه [عن لسانك] تعظيما له(٣) [أو عكسه] أي إيهام صون لسانك عنه تحقيراً له(٤) [أو تأتى الانكار] أي تيسره [لدى الحاجة نحو] ـ فَاسِقٌ فَاجِرٌ ـ عند قيام القرينة على أن المراد زيد، ليتأتى لك أن تقول ما أردت زيدا بل غيره [أو تعينه ]والظاهر أن ذكر الاحتراز عن العبث يغنى عن ذلك، لَكِنْ ذكره لأمرين: أحدهما الاحتراز عن سوء الأدب فيما ذكروا له من المثال وهو ـ خَالِقٌ لِمَا يَشَاءُ وفَاعِلٌ لِمَا يُرِيدُ ـ أي الله تعالى، والثاني التوطئة والتمهيد لقوله [أو ادعاء التعين] له نحو ـ وَهَّابُ الاْلُوفِ ـ أي السلطان [أو نحو ذلك] كضيق المقام عن إطالة الكلام بسبب ضَجَر، أو سآمة، أو فوات فرصة، أو محافظة على وزن أو سجع أو قافية، أو نحو ذلك، كقول الصياد ـ غَزَالٌ ـ أي هَذَا غَزَالٌ ـ وكالأخفاء عن غير السامع من الحاضرين مثل ـ جاء ـ وكإتباع الاستعمال الواردة على تركه مثل ـ رَمْيَةٌ مِنْ غَيْرِ رَام ـ أو ترك نظائره(٥) مثل

__________________

(١) وهذا كأن يحضر عندك صاحب لك مع آخر لا تعرفه، فتقول لمن معك (وَفِيٌّ) تريد ـ الصَّاحِبُ وَفِيٌّ ـ فحذفته لتعرف هل يتنبه له سامعك أو لا يتنبه.

(٢) وهذا كأن يحضر عندك صاحبان أحدهما أقدم صحبة فتقول لمن معك (حَقِيقٌ بالاْحْسَانِ) تريد ـ الاْقْدَمُ صُحْبَةً حَقِيقٌ بِالاْحْسَانِ ـ فتحذفه لذلك.

(٣) مثل قول الشاعر: في ممدوحه:

قَوَّالُ مُحْكَمَة نَقَّاضُ مُبْرَمَة

فَتَّاحُ مُبْهَمَة حَبَّاسُ أوْرَادِ

(٤) كقول الأقيشر الأسدي في ابن عم له يهجوه.

سَرِيعٌ إلى ابن الْعَمِّ يلطم وَجهَهُ

وليس إلى داعى النَّدَى بِسَرِيعِ

(٥) الفرق بين هذا وما قبله أنه في الأول يكون الكلام في الاستعمالين واحداً ولولم يكن قياسيا، وهذا

۵۲۰۱