وَلَهُ مُلاَبِساتٌ شَتَّى، يُلاَبِسُ الْفاعِلَ وَالمَفْعُولَ بِهِ وَالمَصْدَرَ وَالزَّمانَ وَالمَكان وَالسَّبَبَ، فاسْنادُهُ إلَى الْفاعِلِ أو المَفْعُولِ بِهِ إذَا كَانَ مَبْنيّاً لَهُ حَقيقةٌ كما مَرَّ، وإلى غَيْرِهِما للْمُلاَبَسةِ مَجَازٌ، كَقَوْلِهِمْ ـ عِيشَة رَاضِيَة ـ وَسَيْلٌ مُفْعَمٌ ـ وَشِعْرٌ شاعِرٌ ـ وَنَهارُهُ صَائِمٌ ـ


إليه من الحقيقة، أو المَوْضِعِ الذي يؤول إليه من العقل(١) وحاصله أن ينصب قرينة صارفة عن أن يكون الاسناد إلى ما هو له.

[وله] أي للفعل وهذا إشارة إلى تفصيل وتحقيق للتعريفين [ملابسات شتى] أي مختلفة، جمع شَتِيت كمريض ومرضى [يلابس الفاعل والمفعول به والمصدر والزمان والمكان والسبب] ولم يتعرض للمفعول معه والحال ونحوهما لأن الفعل لا يسند إليها [فاسناده إلى الفاعل أو المفعول به إذا كان مبنيا له] أي للفاعل أو المفعول به، يعنى أن إسناده إلى الفاعل إذا كان مبنيا للفاعل، أو إلى المفعول به إذا كان مبنيا للمفعول به [حقيقة كما مر] من الأمثلة [و] إسناده [إلى غيرهما] أي غير الفاعل أو المفعول به، يعنى غير الفاعل في المبنى للفاعل، وغير المفعول به في المبنى للمفعول به [للملابسة ]يعنى لأجل أن ذلك الغير يشابه ما هو له في ملابسة الفعل [مجاز كقولهم عيشة راضية ]فيما بني للفاعل وأسند إلى المفعول به، إذ العيشة مَرْضِيَّةٌ [وسيل مفعم] في عكسه، أعنى فيما بني للمفعول وأسند إلى الفاعل، لأن السيل هو الذي يُفْعِمُ أيْ يَمْلأُ، من أفْعمْتُ الاناء أي ملأته [وشعر شاعر] في المصدر(٢) والأولى التمثيل بنحو ـ جَدَّ جِدَّهُ ـ لأن الشعر ههنا بمعنى المفعول(٣) [ونهاره صائم] في

__________________

(١) وعلى هذا لا يلزم أن يكون للمجاز حقيقة كما سيأتي في نحو ـ أَقْدَمَنِي بَلَدَكَ حَقٌّ لِي عَلَى فُلاَن، بخلاف المعنى الأول.

(٢) أي فيما بنى للفاعل وأسند إلى المصدر، وكذا يقال فيما يأتي.

(٣) وهو الكلام المنظوم، فيكون هذا من باب ـ عِيشَة رَاضِيَة.

۵۲۰۱