وَقَوْلِهِ:

لَعَمْرو مَعَ الرَّمْضَاءِ وَالنَّارُ تَلْتَظِى

أَرَقُّ وَأَخْفَى مِنْكَ في سَاعَةِ الْكَرْبِ

أَشَارَ إلَى الْبَيْتِ الْمَشْهُورِ:

الْمُسْتَجِيرُ بِعَمْرو عِنْدَ كُرْبَتِهِ

كَالْمُسْتَجِيرِ مِنَ الرَّمْضَاءِ بِالنَّارِ


أدبرت الشمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم، ويدخل السبت فلا يحل له قتالهم فيه، فدعا الله تعالى فرد له الشمس حتى فرغ من قتالهم [وقوله: لعمرو] اللام للابتداء وهو مبتدأ [مع الرمضاء] أي الأرض الحارة التي تَرْمَضُ فيها القدم أي تحترق، حال من الضمير في أرَقُّ [والنار] مرفوع معطوف على ـ عمرو ـ أو مجرور معطوف على الرمضاء [تلتظى *] حال منها، وما قيل إنها صلة على حذف الموصول أي النار التي تلتظى تَعَسُّفٌ لا حاجة إليه [أرق] خبر المبتدإ، من ـ رَقَّ له إذا رحمه [وأحفى] من ـ حَفِيَ عليه تَلَطَّفَ وَتَشَفَّقَ [منك في ساعة الكرب(١) أشار إلى البيت المشهور] وهو قوله [المستجير] أي المستغيث [بعمرو عند كربته *] الضمير للموصول أي الذي يستغيث عند كربته بعمرو [كالمستجير من الرمضاء بالنار(٢)] وعمرو هو جَسَّاسُ بن

__________________

(١) البيت لأبي تمام، وتلتظي بمعنى تتوقد.

(٢) ذكر شارح الشواهد أنه لا يعرف قائل هذا البيت، والمراد بعمرو فيه عمرو بن الحارث لا جساس كما ذكر السعد، لأنه هو الذي أجهز على كليب بعد أن طعنه جساس.

تطبيقات على الاقتباس والتضمين والعقد والحل والتلميح:

١ـ وكم ذا بِمِصْرَ من الْمُضْحِكَاتِ

كما قال فيها أبو الطَّيِّبِ

٢ـ رحلوا فلستُ مُسَائلاً عن دَارِهِمْ

أنا باخِعٌ نفسي على آثارِهِمْ

٣ـ من يَهُنْ يسهل الهوانُ عليْهِ

ما لجرح بِمَيِّت إيلاَمُ

٤ـ اليوم خَمْرٌ ويبدو في غَد خَبَرٌ

والدهر ما بين إنعام وإيآسِ

۵۲۰۱