الاتِّفَاقِ مِنْ غَيْرِ قَصْد لِلْأَخْذِ، فَإذَا لَمْ يُعْلَمْ قِيلَ قَالَ فُلاَنٌ كَذَا وَسَبَقَهُ إلَيْهِ فُلاَنٌ فَقَالَ كَذَا.

وَمِمَّايَتَّصِلُ بِهذَاالْقَوْلُ في الاقْتِبَاسِ وَالتَّضْمِينِ وَالْعَقْدِ وَالْحَلِّ وَالتَّلْمِيحِ، أَمَّا


الاتفاق من غير قصد إلى الآخذ] كما يحكى عن ابن مَيَّادةَ أنه أنشد لنفسه:

مفيدٌ ومِتْلاَفٌ إذا ما أتيتَهُ

تَهَلَّلَ واهتزَّ اهتزاز الْمُهَنَّدِ(١)

فقيل له: أين يُذْهَبُ بك؟ هذا لِلْحُطَيْئَةِ، فقال: الآن علمت أنى شاعر، إذ وافقته على قوله ولم أسمعه [فإذا لم يعلم] أن الثاني أخذ من الأول [قيل: قال فلان كذا وسبقه إليه فلان فقال كذا] ليغتنم بذلك فضيلة الصدق، ويسلم من دعوى علم الغيب ونسبة النقص إلى الغير.

[ومما يتصل بهذا] أي بالقول في السرقات [القول في الاقتباس والتضمين والعقد والحل والتلميح] بتقديم اللام على الميم من ـ لمحه إذا أبصره ـ وذلك لأن في كُلٍّ منها أخْذَ شيء من الآخَرِ

__________________

(١) التهلل طلاقة الوجه، والمهند السيف المصنوع من حديد الهند.

تطبيقات على أنواع السرقة:

١ـ خَلَقْنَا لهم في كُلِّ عين وحاجب

بِسُمْرِ الْقَنَا والْبِيضِ عيناً وحاجِباً

خلقنا بأطراف القنا في ظهورهم

عيوناً لها وقع السيوفِ حواجبُ

٢ـ فَتىً يشترى حُسْنَ الثناء بمالِهِ

إذا السَّنَةُ الشهباء أَعْوَزَهَا الْقَطْرُ

فَتىً يشترى حُسْنَ الثناء بماله

ويعلم أنَّ الدَّائِراتِ تَدُورُ

٣ـ لقد زادني حُبّاً لِنَفْسِىَ أَنَّنِي

بَغِيضٌ إلى كُلِّ امرىء غير طائل

وإذا أَتَتْكَ مَذَمَّتِى من ناقص

فَهْيَ الشهادةُ لي بأَنِّي كاملُ

الأخذ في الأول من الاغارة، وقد زاد فيه الثاني على الأول الاشارة إلى انهزامهم بقوله ـ في ظهورهم ـ وفي الثاني من النسخ، لأنه أخذ فيه أكثر اللفظ، وفي الثالث من غير الظاهر المتشابه المعنى، لأن ذم الناقص للأول وشهادته له كبغض من هو غير طائل للثاني وزيادة حبه لنفسه.

۵۲۰۱