حَتَّى كَأَنَّهَا مِنَ الْجَيْشِ وَبِهَا يَتِمُّ حُسْنُ الاْوَّلِ، وَأَكْثَرُ هذِهِ الْأَنْوَاعِ وَنَحْوَهَا مَقْبُولَةٌ، بَلْ مِنْهَا مَا يُخْرِجُهُ حُسْنُ التَّصَرُّفِ مِنْ قَبِيلِ الاتِّبَاعِ إلَى حَيِّزِ الابْتِدَاعِ، وَكُلُّ مَا كَانَ أَشَدَّ خَفَاءً كَانَ أَقْرَبَ إلَى الْقَبُولِ.

هذَا كُلُّهُ إذَا عُلمَ أَنَّ الثَّانِي أَخَذَ مِنَ الْأَوَّلِ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ الاتِّفَاقُ مِنْ قَبِيلِ تَوَارُدِ الْخَواطِرِ أَيْ مَجِيئِهِ عَلَى سَبِيلِ


أي وباقامتها مع الرايات حتى كأنها من الجيش [يتم حسن الأول] يعنى قوله ـ إلا أنها لم تقاتل ـ لأنه لا يحسن الاستدراك الذي هو قوله ـ إلا أنها لم تقاتل ـ ذلك الحسن إلا بعد أن تجعل الطير مقيمة مع الرايات معدودة في عِدَادِ الجيش، حتى يتوهم أنها أيضا من المقاتلة، هذا هو المفهوم من الايضاح، وقد قيل معنى قوله ـ وبها أي بهذه الزيادات الثلاث يتم حسن معنى البيت الأول [وأكثر هذه الأنواع] المذكورة لغير الظاهر [ونحوها مقبولة ]لما فيها من نوع تَصَرُّفِ(١) [بل منها] أي من هذه الأنواع [ما يخرجه حسن التصرف من قبيل الاتباع إلى حيز الابتداع، وكل ما كان أشد خفاء] بحيث لا يعرف كَوْنُهُ مأخوذا من الأول إلا بعد مزيد تأمل [كان أقرب إلى القبول] لِكَوْنِهِ أبْعَدَ عن الاتباع وأدْخَلَ في الابتداع.

[هذا] أي الذي ذكر في الظاهر وغيره من ادعاء سبق أحدهما وأخذ الثاني منه، وكونه مقبولا أو مردودا، وتسمية كُلٍّ بالأسامى المذكورة [كله] إنما يكون [إذا علم أن الثاني أخذ من الأول] بأن يُعْلَمَ أنه كان يحفظ قول الأول حين نظم، أو بأن يُخْبِرَ هو عن نفسه أنه أخذه منه، وإلا فلا يحكم بشيء من ذلك [لجواز أن يكون الاتفاق] في اللفظ والمعنى جميعا أو في المعنى وحده [من قبيل توارد الخواطر أي مجيئه على سبيل

__________________

(١) هذا التعليل يقتضى قبول كل هذه الأنواع ونحوها لاستوائها فيه، فكان الأولى للمصنف أن يقول ـ وهذه الأنواع ونحوها مقبولة.

۵۲۰۱