قَالَ لِأَعْوَرَ.

* لَيْتَ عَيْنَيْهِ سَوَاءْ *

السَّكَّاكِيُّ: وَمِنْهُ مُتَشَابِهَاتُ الْقُرْآنِ باعْتَبار.


قال لأعور:

ليت عينيه سواء(١)]

يحتمل تَمَنِّيَ صحة العين العوراء فيكون دعاء له، والعكس فيكون دعاء عليه.

قال [السكاكى: ومنه] أي ومن التوجيه [متشابهات القرآن باعتبار] وهو احتمالها لوجهين مختلفين، وتفارقه باعتبار آخر وهو عدم استواء الاحتمالين، لأن أحد المعنيين في المتشابهات قريب والآخر بعيد، لِمَا ذكره السكاكى نفسه من أن أكثر متشابهات القرآن من قَبِيلِ التورية والايهام، ويجوز أن يكون وجه المفارقة هو أن المعنيين في المتشابهات لا يجب تَضَادُّهُمَا(٢).

__________________

(١) قيل إنه لِبَشَّارِ بن بُرْد من شعراء الدولة العباسية، روى أنه أعطى لخياط أعور يسمى عمرا ثوبا ليخيطه، فقال له، لأخيطنه بحيث لا يعلم أقباء هو أم غيره، فقال بشار: لئن فعلت ذلك لأقولن فيك شعرا لا يدرى أهجاء أم غيره، فلما خاطه قال فيه:

خاط لي عَمْرٌو قِبَاءْ

ليت عينيه سواءْ

فاسألِ الناسَ جميعاً

أمديحٌ أم هجاءْ

(٢) الحق أن المتشابهات من التورية لا من التوجيه لما سبق من اشتراط استواء الاحتمالين فيه، فإذا ثبت في بعضها أنه يحتمل الضدين على السواء كان من التوجيه.

ومن التوجيه:

١ـ لا يأكل السِّرحَانُ شِلْوَطَعِينِهِمْ

مما عليه من الْقَنَا الْمُتَكَسِّرِ

٢ـ وللهِ سِرٌّ في عُلاَكَ وإنما

كلامُ الْعَدَا ضربٌ من الْهَذَيَانِ

۵۲۰۱