لِلسَّبْيِ ما نَكحُوا وَالْقَتْلِ ما وَلَدُوا

وَالنَّهْبِ مَا جَمَعُوا وَالنَّارِ ما زَرَعُوا

وَالثَّانِي كَقَوْلِهِ:

قَوْمٌ إذَا حَارَبُوا ضَرُّوا عَدُوَّهُمُ

أَوْحَاوَلُوا النَّفعَ في أشْيَاعِهِمْ نَفَعُوا

سَجِيَّةٌ تِلْكَ مِنْهُم غَيْرُ مُحْدَثَة

إنَّ الْخَلاَئِق فَاعْلَمْ شرُّها الْبِدَعُ

وَمِنْهُ


البيت السابق أعنى ـ قاد المقانب(١) أي العساكر، جمع في هذا البيت شقاء الروم بالممدوح(٢) ثم قَسَّمَ فقال [للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا *] ذكر ـ ما ـ دون ـ مَنْ ـ إهانةً وقِلَّةَ مُبَالاَة بهم كأنهم من غير ذوي العقول ومُلاَءَمَةً لقوله [والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا ـ والثاني] أي التقسيم ثم الجمع [كقوله: قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم * أو حاولوا] أي طلبوا [النفع في أشياعهم] أي أتباعهم وأنصارهم [نفعوا * سجية] أي غريزة وخُلُقٌ [تلك] الخصلة [منهم غير محدثة * إن الخلائق] جمع خليقة وهي الطبيعة والْخُلُقُ [فاعلم شرها البدع(٣)] جمع بدعة وهي المبتدعات الْمُحدَثَاتُ، قَسَّمَ في الأول صفة الممدوحين إلى ضرر الأعداء ونفع الأولياء، ثم جمعها في الثاني تحت كونها سجية.

[ومنه] أي ومن المعنوي.

__________________

(١) وتمامه:

قالد الْمَقَانِبَ أقصى شُرْبِهَا نَهَلٌ

مع الشَّكِيمِ وأدنى سيرها سَرَعُ

والأبيات للمتنبى، وضمير قاد لسيف الدولة، والمقانب جمع مِقْنَب ما بين الثلاثين إلى الأربعين من الخيل.

(٢) الأولى جمع الروم الشامل للنساء والأولاد والمال والزرع في حكم وهو الشقاء، ثم قسم ذلك الحكم إلى سبى وقتل ونهب وإحراق وأرجع إلى كل واحد منها ما يناسبه مما جمعه.

(٣) هو لحسَّان بن ثابت رضي الله عنه.

۵۲۰۱