وَيَقَعُ عَلَى وُجُوه: مِنْهَا أنْ يَقَعَ أحَدِ طَرَفَى جُمْلَة وَما أُضِيفَ إلَيْهِ ذلِكَ الطَّرَفُ نَحْوُ ـ عادَاتُ السَّادَاتِ سَادَاتُ الْعَاداتِ، وَمِنْها أنْ يَقَعَ بَيْنَ مُتَعَلِّقى فِعْلَيْنِ فِي جُمْلَتَيْنِ نَحْوُ ـ يُخْرِجُ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ ـ وَمِنْها أنْ يَقَعَ بَيْنَ لَفْظَيْنِ فِي طَرَفَىْ جُمْلَتَيْنِ نَحْوُ ـ لاَ هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلاَهُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ.


ثم تعكس فتقدم ما أخرت وتؤخر ما قدمت، وظاهر عبارة المصنف صادق على نحو ـ عادات السادات أشرف العادات ـ وليس من العكس(١) [ويقع] العكس [على وجوه: منها أن يقع بين أحد طرفى جملة وما أضيف إليه ذلك الطرف نحو ـ عادات السادات سادات العادات] فالعادات أحد طرفى الكلام، والساداتُ مضافٌ إليه ذلك الطرف، وقد وقع العكس بينهما بأن قُدِّمَ أوَّلاً العادات على السادات ثم السادات على العادات [ومنها] أي من الوجوه [أن يقع بين متعلقى فعلين(٢) في جملتين نحو ـ يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى] فالحى والميت متعلقان بيخرج، وقد قدم أوَّلاً الحي على الميت وثانيا الميت على الحي [ومنها] أي من الوجوه [أن يقع بين لفظين في طرفى جملتين نحو ـ لا هن حل لهم ولاهم يحلون لهن] قدم أوَّلاً هن على هم، وثانيا هم

__________________

الحسن في رد العجز على الصدر باعتبار جعل اللفظ صدرا وعجزا من غير تصرف في معناه بالتقديم والتأخير.

(١) وإنما هو من رد العجز على الصدر.

(٢) ليس بقيد فيدخل فيه نحو قوله تعالي ﴿إنَّ اللهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَى مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَىِّ ذلِكُمُ اللهُ فَأنَّى تُؤْفَكُونَ.

ومن العكس أيضا:

١ـ فلا مَجْدَ في الدنيا لمن قَلَّ مالُهُ

ولا مالَ في الدنيا لمن قَلَّ مَجْدُهُ

٢ـ إنَّ الليالى للأنام مَنَاهِلٌ

تُطْوَي وَتُنْشَرُ دونها الأعمارُ

فَقِصَارُهُنَّ مع الهموم طويلةٌ

وطِوَالُهُنَّ مع السرور قصار

۵۲۰۱