قَالُوا اقْترِحْ شَيْئاً نَجِدْ لَكَ طَبْخَهُ

قُلْتُ اطْبُخُوا لِي جُبَّةً وَقَمِيصَا

وَنَحْوُ ـ تَعْلَمُ ما في نَفْسِى وَلاَ أعْلَمُ مَا في نَفْسِكَ ـ وَالثَّانِي نَحْوُ ـ صِبْغَةَ اللهِ ـ وَهُوَ مَصْدَرٌ مُؤكِّدٌ لاِمَنَّا بِاللهِ أيْ تَطْهِيرَ اللهِ، لِأَنَّ الاْيمَانَ يُطَهِّرُ النُّفُوسَ،


شيئا] من ـ اقترحت عليه شيئا إذا سألته إياه من غير رَوِيَّةِ وطلبته على سبيل التكليف والتحكم ـ وَجَعْلُهُ من ـ اقترح الشيء ابتدعه ـ غير مناسب على ما لا يخفى [نجد] مجزوم على أنه جواب الأمر من الاجادة وهي تحسين الشيء [لك طبخه * قلت اطبخوا لي جبة وقميصا(١)] أي خيطُوا، وذكر خياطة الجبة بلفظ الطبخ لوقوعها في صحبة طبخ الطعام [ونحو ـ تعلم ما في نفسى ولا أعلم ما في نفسك] حيث أطلق النفس على ذات الله تعالى لوقوعه في صحبة نفسى [والثاني] وهو ما يكون وقوعه في صحبة الغير تقديرا [نحو] قوله تعالى ﴿قُولُوا آمنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إلَيْنَا إلى قوله [صبغة الله] ﴿وَمَنْ أحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ [وهو] أي قوله ـ صبغة الله [مصدر] لأنه فِعْلَةٌ من صَبَغَ ـ كالجلسة من ـ جَلَسَ ـ وهي الحالة التي يقع عليها الصَّبْغُ [مؤكد لآمنا بالله أي تطهير الله لأن الايمان يطهر النفوس] فيكون آمنا مشتملا على تطهير الله لنفوس المؤمنين ودالا عليه، فيكون صبغة الله بمعنى تطهير الله مُؤَكِّداً لمضمون قوله ـ آمنا

__________________

(١) هو لأبي الرَّقَعْمَقِ أحمد بن محمد الأنْطَاكِيِّ من شعراء الدولة العباسية.

تطبيقات على المشاكلة:

١ـ ألاَ لا يَجْهَلاً أحد علينا

فنجهلَ فوق جَهْل الجاهلينَا

٢ـ مَنْ مُبْلِغٌ أفْنَاءَ يَعْرُبَ كلها

أتى بنيتُ الجارَ قبل المنزلِ

مشاكلة الأول في قوله ـ فنجهل ـ لأن المراد فنجازيه على جهله، وقد عبر عنه بذلك للمشاكلة، ومشاكلة الثاني في قوله ـ بنيت الجار ـ لأن الجار لا يبنى، وإنما عبر عنه بذلك لمشاكلة ما بعده، إذ تقديره قبل بناء المنزل.

۵۲۰۱