وَالتَّخْيِيلِيَّةُ حُسْنُهَا بِحَسَبِ حُسْنِ الْمَكْنِيِّ عَنْهَا.


التشبيه لأنها تشبيه مضمر(١) [و] الاستعارة [التخييلية حسنها بحسب حسن المكنى عنها] لأنها لا تكون إلا تابعة للمكنى عنها(٢) وليس لها في نفسها تشبيه بل هي حقيقة فحسنها تابع لحسن متبوعها.

__________________

(١) وأما شرط ألا يشم رائحة التشبيه لفظا فلا يتأتي فيها، لأن من لوازمها ذكر ما هو من خَوَاصِّ المشبه به، وذلك مشعر بالتشبيه قطعا.

(٢) قد سبق أن بعضهم يخالف في ذلك، فإذا لم تكن تابعة للمكنية على مذهبه فقيل إن حسنها يكون برعاية جهات حسن التشبيه، وقيل إنه لا حسن فيها مطلقا، ولهذا استهجن ماء الملام في بيت أبي تمام السابق في ص ٣٨٤ من هذا الجزء.

تطبيقات على الاستعارة الحسنة والقبيحة:

١ـ لا تعجبوا من بِلَى غِلاَلَتِهِ

قد زَرَّ أزْرَارَهُ على الْقَمَرِ

٢ـ مَا لِرِجْلِ المالِ أضحتْ

تشتكى منك الْكَلاَلاَ

٣ـ تَظَلَّمَ المالُ والاعداءُ من يَدِهِ

لا زال للمالِ والاعداءِ ظَلاَّمَا

في الأول استعارة قبيحة في إطلاق القمر على محبوبه، لأنه ذكر المشبه بضميره في قوله ـ أزراره ـ وذلك يشم منه رائحة التشبيه لفظا، وفي الثاني استعارة قبيحة أيضا، لأنه لا مناسبة بين المستعار والمستعار له، إذ لا شيء أبعد استعارة من رجل المال، وفي الثالث استعارة حسنة، لأنه أفاد معنى البيت الثاني بدون إبعاد في الاستعارة.

أمثلة أخرى:

١ـ قوله تعالى ـ ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ اِرْحَمُهَما كَما رَبَّيَانِى صَغِيراً.

٢ـ بَحَّ صوتُ المالِ مِمَّا

منك يشكو ويصيحْ

٣ـ يَشُقُّ عليه الرِّيحُ كُلَّ عَشِيَّة

جيوبَ الغمامِ بين بِكْر وأيّم

۵۲۰۱