وَبِهذَا ظَهَرَ أَنَّ التَّشْبِيهَ أَعَمُّ مَحَلاًّ، وَيَتَّصِلُ بِهِ أَنَّهُ إذَا قَوِيَ الشَّبْهُ بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ حَتَّى اتَّحَداَ كالْعِلْمِ والنُّورِ وَالشُّبْهةِ وَالظُّلْمَةِ لَمْ يَحْسُنِ التَّشْبِيهُ وَتَعَيَّنتْ الاِسْتِعارَةُ.

وَالْمَكْنِيُّ عَنْهَا كَالتَّحْقِيقِيَّةِ،


لا تجد فيها راحلة، وفي الفائق: الراحلة البعير الذي يرتحله الرجل جملا كان أو ناقة، يعنى أن الْمَرْضِيَّ الْمُنْتَخَبَ من الناس في عِزَّةِ وجوده كالنَّجِيبَةِ(١) المنتخبة التي لا توجد في كثير من الابل [وبهذا ظهر أن التشبيه أعم محلا] إذ كل ما يتأتي فيه الاستعارة يتأتى فيه التشبيه من غير عكس(٢) لجواز أن يكون وجه الشبه غير جلى فتصير الاستعارة إلغازا كما في المثالين المذكورين، فإن قيل قد سبق أن حسن الاستعارة برعاية جهات حسن التشبيه، ومن جملتها أن يكون وجه الشبه بعيدا غير مبتذل، فاشتراط جلائه في الاستعارة ينافى ذلك، قلنا الجلاء والخفاء مما يقبل الشدة والضعف، فيجب أن يكون من الجلاء بحيث لا يصير إلغازا، ومن الغرابة بحيث لا يصير مبتذلا [ويتصل به] أي بما ذكرنا من أنه إذا خفي التشبيه لم تحسن الاستعارة ويتعين التشبيه [أنه إذا قوى الشبه بين الطرفين حتى اتحدا كالعلم والنور والشبهة والظلمة لم يحسن التشبيه وتعينت الاستعارة] لئلا يصير كتشبيه الشيء بنفسه، فإذا فهمت مسألة تقول ـ حصل في قلبى نور ـ ولا تقول علم كالنور، وإذا وقعت في شبهة تقول ـ وقعت في ظلمة ـ ولا تقول في شبهة كالظلمة.

[و] الاستعارة [المكنى عنها كالتحقيقية] في أن حسنها برعاية جهات حسن

__________________

(١) النجيبة هي الناقة الكريمة.

(٢) هذه النسبة بينهما باعتبار الاستعارة الحسنة والتشبيه مطلقا، أما النسبة بينها وبين التشبيه الحسن فالعموم والخصوص الوجهي، لأنها تنفرد عنه فيما يأتي في قوله ـ ويتصل به أنه إذا قوى الشبه بين الطرفين الخ.

۵۲۰۱