المنية أن المراد به السبع ادِّعَاءً(٢) كما أشار إليه في المفتاح من أنا نجعل ههنا اسم المنية اسما للسبع مرادفا له، بأن ندخل المنية في جنس السبع للمبالغة في التشبيه، بِجَعْلِ أفراد السبع قسمين: مُتَعَارَفاً وغير متعارف، ثم نُخَيِّلُ أن الواضع كيف يصح منه أن يضع اسمين كلفظى المنية والسبع لحقيقة واحدة(١) ولا يكونان مترادفين، فيأتي لنا بهذا الطريق دعوي السَّبُعِيَّةِ للمنية مع التصريح بلفظ المنية، وفيه نظر لأن ما ذكره لا يقتضى كَوْنَ المراد بالمنية غير ما وضعت له بالتحقيق حتى يدخل في تعريف الاستعارة، للقطع بأن المراد بها الموت، وهذا اللفظ موضوع له بالتحقيق، وَجَعْلُهُ مرادفا للفظ السبع بالتأويل المذكور لا يقتضى أن يكون استعماله في الموت استعارة(٢) ويمكن الجواب بأنه قد سبق أن قيد الْحَيْثِيَّةِ مراد في تعريف الحقيقة أي هي الكلمة المستعملة فيما هي موضوعة له بالتحقيق من حيث إنه موضوع له بالتحقيق، ولا نسلم أن استعمال لفظ المنية في الموت في مثل ـ إظفار المنية ـ استعمالٌ فيما وضع له بالتحقيق من حيث إنه موضوع له بالتحقيق، مثله في قولنا ـ دَنَتْ منية فلان ـ بل من حيث إن الموت جُعِلَ من أفراد السبع الذي لَفْظُ المنية موضوع له بالتأويل، وهذا الجواب وإن كان مُخْرِجاً له عن كَوْنِهِ حقيقة إلا أن تحقيق كونه مجازاً ومراداً به الطرف الآخر(٣) غير ظاهر بَعْدُ(٤).

__________________

(١) وهي الموت المدعى سبعيته، ومراده بذلك بيان أن الترادف تخييلي لا حقيقى.

(٢) لأن الادعاء لا يخرج الأشياء عن حقائقها.

(٣) وهو المشبه به أي الأسد في المثال.

(٤) لأن غاية ما يفيده الجواب أنه استعمل فيما وضع له وإن كان لا من حيث إنه موضوع له، بل من حيث إنه من جنس المشبه به ادعاء، واللفظ لا يكون مجازا إلا باستعماله في غير ما وضع له.

۵۲۰۱