لِمُنَافَاتِهِ الْجِنْسِيَّهَ إلاَّ إذَا تَضَمَّنَ نَوْعَ وَصْفيَّة كَحَاتِم.

وَقَرِينَتُهَا إمَّا أَمْرٌ وَاحِدٌ كما في قَوْلِك ـ رَأَيْتُ أَسَداً يَرْمِى ـ أَوْ أَكْثَرُ كَقَوْلِهِ:

فَإنْ تَعَافُوا الْعَدْلَ وَالاْيمَانَا

فَإنَّ في أَيْمَانِنَا نِيرَانَا


العلم(١) [لمنافاته الجنسية] لأنه يقتضى التَّشَخُّصَ وَمَنْعَ الاشتراك، والجنسية تقتضى العموم وتناول الأفراد [إلا إذا تضمن] العلم [نوع وصفية] بواسطة اشتهاره بوصف من الأوصاف [كحاتم] الْمُتَضَمِّنِ الاتصاف بالجود، ومادِر بالبخل، وسَحْبَانَ بالفصاحة، وبَاقِل بالفهاهة، فحينئذ يجوز أن يشبه شخص بحاتم في الجود، ويُتَأَوَّلَ في حاتم فيجعل كأنه موضوع للجواد سواء كان ذلك الرجل المعهود أو غيره كما مَرَّ في الأسد، فبهذا التأويل يتناول ـ حاتم ـ الْفَرْدَ الْمُتَعَارَفَ المعهود والفرد الغير المتعارف، ويكون إطلاقه على المعهود أعنى حاتما الطَّائِيَّ حقيقةً وعلى غيره ممن يتصف بالجود استعارةً، نحو ـ رأيت اليوم حاتما.

[وقرينتها] يعنى أن الاستعارة لِكَوْنِهَا مجازا لابُدَّ لها من قرينة مانعة عن إرادة المعنى الموضوع له، وقرينتها [إما أمر واحد كما في قولك ـ رأيت أسدا يرمى ـ أو أكثر] أي أمران أو أمور يكون كل واحد منها قرينة [كقوله: فإن تعافوا] أي تكرهوا [العدل والايمانا * فإن في أيماننا نيرانا(٢)] أي سيوفا تلمع كَشُعَلِ النيران، فَتَعَلُّقُ قوله تعافوا ـ بكل واحد من العدل والايمان قَرِينَةٌ على أن المراد بالنيران السيوف، لدلالته علي أن

__________________

(١) أي الشخصى، أما العلم الجنسى فهو كاسم الجنس هنا، وقد قيل إن الاستعارة يجوز أن تكون علما شخصيا ولولم يتضمن ذلك، لأن المقصود منها المبالغة، وهي كما تحصل بجعل المشبه من جنس المشبه به تحصل بجعله عينه كما في علم الشخص.

(٢) ذكر شارح الشواهد أن هذا البيت لبعض العرب ولم يعينه.

۵۲۰۱