يَؤُول إلَيْهِ، نَحْوُ ـ إنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خمْراً ـ أَوْ مَحَلِّهِ، نَحْوُ ـ فَلْيدْعُ نَادِيَهُ ـ أَوْ حَالِّهِ، نَحْوُ ـ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللهِ ـ أَيْ في الْجَنَّةِ، أوْ آلَتِهِ، نَحْوُ ـ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْق في الآخِرِينَ ـ أَيْ ذِكْراً حَسَناً.


يؤول] ذلك الشيء [إليه] في الزمان المستقبل(١) [نحو ـ إنى أرانى أعصر خمرا] أي عصيرا يؤول إلى الخمر [أو] تسمية الشيء باسم [محله(٢) نحو ـ فليدع ناديه] أي أهل ناديه الْحَالِّ فيه، والنادى المجلس [أو] تسمية الشيء باسم [حاله] أي باسم ما يَحُلُّ في ذلك الشيء(٣) [نحو ـ وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله ـ أي في الجنة] التي تحل فيها الرحمة [أو] تسمية الشيء باسم [آلته(٤) نحو ـ واجعل لي لسان صدق في الآخرين ـ أي ذكرا حسنا] واللسان اسم لآلة الذكر، ولما كان في الأخيرين نوع خفاء(٥)صرح به فى الكتاب(٦) فإن قيل قد ذكر في مقدمة هذا الفن أن مَبْنَى المجاز على الانتقال من الملزوم، إلى اللازم، وبعض أنواع العلاقة بل أكثرها(٧) لا يفيد اللزوم، فكيف ذلك؟ قلنا ليس معنى اللزوم ههنا امتناع الانفكاك في الذهن أو الخارج، بل تَلاَصُقٌ واتِّصَالٌ يُنْتَقَلُ بسببه من أحدهما إلى الآخر في الجملة(٨) وفي

__________________

(١) والعلاقة في ذلك اعتبار ما يكون.

(٢) والعلاقة في ذلك الْمَحلِّيَّةُ.

(٣) والعلاقة في ذلك الْحالِيَّةُ.

(٤) والعلاقة في ذلك الاْلِيَّةُ، والفرق بين الآلة والسبب أن الآلة هي ما به يفعل الشيء، أما السبب فما به وجوده.

(٥) لأن استعمال الرحمة في الجنة واللسان في الذكر ليس من المجاز العرفى العام.

(٦) حيث قال ـ أي في الجنة وأي ذكرا حسنا.

(٧) كاليتامى فإن حقيقته لا تستلزم مجازه، وكذلك العصير لا يستلزم الخمر، والنادى لا يستلزم الأهل، والرحمة لا تستلزم الجنة، واللسان لا يستلزم الذكر.

(٨) لا يخفى أن هذا هو معنى ما سبق في المقدمة من أن المعتبر اللزوم الذهنى ولو لاعتقاد المخاطب

۵۲۰۱