أوْ تَهَكُّم، فَيُقالُ لِلْجَبَانِ ـ ما أَشْبَهَهُ بالأسَدِ ـ وَلِلْبَخِيلِ ـ هُوَ حَاتِمٌ.


مليح، وقال الإمام المرزوقي في قول الْحَمَاسِيِّ:

أتانى من أبي أنَس وَعِيدٌ

فَسُلَ لِغَيْظَةِ الضَّحَّاكِ جسمي(١)

إن قائل هذه الأبيات قد قصد بها الهزؤ والتمليح، وأما الاشارة إلى قِصَّة أو مَثَل أو شِعْر فإنما هو التلميح بتقديم اللام على الميم، وسيجىء ذكره في الخاتمة، والتسوية بينهما إنما وقعت من جهة العلامة الشِّيْرَازِيّ رحمه‌الله، وهو سَهْوُ [أو تهكم] أي سخرية واستهزاء [فيقال للجبان ما أشبهه بالأسد وللبخيل هو حاتم] كل من المثالين صالح للتمليح والتهكم، وإنما يفرق بينهما بحسب المقام، فإن كان القصد إلى ملاحة وظرافة دون استهزاء وسخرية بأحد فتمليح، وإلا فتهكم(٢) وقد سبق إلى بعض

__________________

(١) هو لِشَقِيقِ بن سُلَيْك الأسدي من الشعراء الإسلاميين، وسل بمعني أصيب بالسل، وهو مرض معروف، والضحاك اسم أبي أنس، وقيل إنه اسم ملك أطلقه على أبي أنس زيادة في التهكم، لتضمنه تشبيهه به على جهة الهزؤ والسخرية أو التمليح ولكن الظاهر من قوله بعد هذا البيت:

ولم أعْصِ الأمير ولم أرِبْهُ

ولم أسبق أبا أنس بِرَغْمِ

ولكنَّ الْبُعُوثُ جَنَتْ علينا

فصرنا بين تَطْوِيحِ وغُرْم

وخافتْ من جبال السُّنْد نفسي

وخافت من جبال خُوَازَرزمْ

أنه لا يريد التهكم ولا التشبيه بذلك الملك، وإنما يريد استرضاء ذلك الأمير، وهو الضحاك بن قيس الفهري.

(٢) وقد يجتمع التمليح والتهكم إذا قصد الملاحة والاستهزاء معا.

تطبيقات على وجه الشبه:

١ـ قوله تعالي ـ ﴿وَلَهُ الْجَوَارِى الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأعْلاَمِ.

٢ـ كأنَّ سُهَيْلاً وَالنُّجُومَ ورَاءَهُ

صُفُوفُ صلاة قام فيها إمَامُهَا

٣ـ والنفسُ كالطِّفل إن تُهْمِلْهُ شَبّ على

حُبِّ الرضاع وإن تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ

فالأول وجه الشبه فيه مفرد تحقيقي حسي وهو الضخامة، وطرفاه مفردان حسيان، والثاني وجه الشبه

۵۲۰۱