إمَّا عَلَى تَمَامِ مَا وُضِعَ لَهُ، أوْ عَلَى جُزْئِهِ، أوْ عَلَى خَارِج عَنْهُ، وَقد تسَمَّى الْأُولَى وَضْعِيَّةً وَكُلٌّ مِنَ الْأَخِيرَتَيْنِ عَقْليَّةً، وَتُقَيِّدُ الْأُولَي بِالمُطابقَةِ وَالثَّانِيةُ بِالتَّضَمُّنِ وَالثَّالِثَةُ بالاِلْتزَامِ،


الدلالة هي كَوْنُ الشيء بحيث يلزم من العلم به العلم بشيء آخر، والأول الدَّالُّ والثاني المدلول، ثم الدال إن كان لفظا فالدلالة لفظية وإلا فغير لفظية، كدلالة الخطوط والْعُقَدِ والاشارات والنصب(١) ثم الدلالة اللفظية إما أن يكون للوضع مَدْخَلٌ فيها أوْلاَ، فالأولى هي المقصودة بالنظر ههنا، وهي كَوْنُ اللفظ بحيث يُفْهَمُ منه المعنى عند الإطلاق بالنسبة إلى العالم بوضعه، وهذه الدلالة [إما على تمام ما وضع] اللفظ [له ]كدلالة الإنسان على الحيوان الناطق [أو على جزئه] كدلالة الإنسان على الحيوان أو الناطق [أو على خارج عنه] كدلالة الإنسان على الضاحك [وتسمى الأولى] أي الدلالة على تمام ما وضع له [وضعية] لأن الواضع إنما وضع اللفظ لتمام المعني [و] يسمى [كل من الأخيرتين] أي الدلالة على الجزء والخارج [عقلية] لأن دلالة اللفظ على كل من الجزء والخارج إنما هي من جهة حكم العقل بأن حصول الكل أو الملزوم يستلزم حصول الجزء أو اللازم، والمنطقيون يسمون الثلاثة وضعية باعتبار أن للوضع مدخلا فيها، ويخصون العقلية بما يقابل الوضعية والطبيعية(٢) كدلالة الدُّخَانِ على النار [وتقيد الأولى] من الدلالات الثلاث [بالمطابقة] لِتَطَابُقِ اللفظ والمعنى [والثانية بالتضمن] لِكَوْنِ الجزء في ضِمْنِ المعنى الموضوع له [والثالثة بالالتزام] لكون الخارج لازما للموضوع له، فإن قيل إذا فرضنا لفظا مشتركا بين الكل وجزئه ولازمه، كلفظ الشمس المشترك مثلا بين الْجرْم والشُّعاع ومجموعهما، فإذا

__________________

(١) جمع نُصْبَة، وهي العلامة المنصوبة على الشيء.

(٢) الدلالة الطبيعية كدلالة لفظ ـ أح ـ على الوجع، لأن الطبع يقتضى التلفظ به عنده.

۵۲۰۱