أيْ النَّاعِمُ، وَفِي ظِلاَلِ الْعَقْلِ، وَبِفائِدَة عَنِ التَّطْوِيلِ، نَحْوُ:

* وَألْفَى قَوْلهَا كَذِباً وَمَيْنَا *

وَعَنِ الحَشْوِ الْمُفْسِدِ كالنَّدَى فِي قَوْلِهِ:

وَلا فَضْلَ فِيها لِلشَّجاعَةِ وَالنَّدَى

وَصَبْرِ الْفَتى لَوْلاَ لِقَاءُ شَعُوبِ


[أي الناعم وفي ظلال العقل] يعنى أن أصل المراد أن العيش الناعم في ظلال النوك خير من العيش الشاق في ظلال العقل، ولفظه غير واف بذلك، فيكون مُخِلاًّ فلا يكون مقبولا [و] احترز [بفائدة عن التطويل] وهو أن يزيد اللفظ على اصل المراد لا لفائدة ولا يكون اللفظ الزائد متعينا [نحو قوله] وقَدَّدَتِ الاْدِيمَ لِرَاهِشَيْهِ * [وألفى] أي وجد ]قولها كذبا ومينا(١) [والكذب والمين واحد، قوله قددت أي قطعت، والرَّاهِشَانِ الْعِرْقَانِ في باطن الذراعين، والضمير في راهشيه وفي ألفي لِجَذِيمَةَ الأبرش، وفي قددت وفي قولها للزَّبَّاءِ، والبيت في قصة قتل الزباء لجذيمة وهي معروفة [و] أحترز أيضا بفائدة [عن الحشو] وهو زيادة معينة لا لفائدة [المفسد] للمعنى [كالندي في قوله: ولا فضل فيها] أي في الدنيا [للشجاعة والندى * وصبر الفتى لولا لقاء شعوب(٢)] هي عَلَم لِلْمَنِيَّة(٣) صرفها للضرورة، وعدم الفضيلة على تقدير عدم الموت إنما يظهر في الشجاعة والصبر، لتيقن الشجاع بعدم الهلاك وتيقن الصابر بزوال المكروه، بخلاف الباذل ما له إذا تيقن بالخلود وعرف احتياجه

__________________

(١) البيت لِعَدِيِّ بن زيد الْعِبَادِىِّ من شعراء الجاهلية، والأديم الجلد، وفي رواية أخرى (كَذِباً مُبِيناً) فلا يكون فيه تطويل.

(٢) البيت للمتنبى، وإنما كان الندى فيه حشوا لأنه زائد على أصل المراد من كلامه، وهو تهوين أمر المنية بما تظهره من فضل المكارم التي يكمل بها الإنسان، أما كونه مفسدا فقد بينه الشارح.

(٣) هو من قبيل علم الجنس، فهو ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، وقد صرف هنا بجره بالكسرة، والمراد بالضرورة ضرورة موافقة القوافى.

۵۲۰۱