فَوِازَنُهُ وِزَانُ ـ زَيْدٌ الثَّانِي ـ فِي ـ جاءَنِي زَيْدٌ زَيْدٌ ـ أَوْ بَدَلاً مِنْهَا لِأَنَّهَا غَيْرُ وَافِيَة بِتَمامِ الْمُرَادِ أَوْ كَغَيْرِ الْوَافِيَةِ بِخِلافِ الثَّانِيَةِ، وَالْمَقامُ يَقْتَضِى اعْتِناءً بِشَأَنِهِ لِنُكْتَة، كَكَوْنِهِ مَطْلُوباً فِي نَفْسِهِ أَوْ فَظِيعاً أَوْ عَجِيباً أَوْ لَطِيفاً، نَحْوُ ـ أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ، أَمَدَّكُمْ بِأَنْعام وَبَنِينَ، وَجَنات وَعُيُون ـ فَإنَّ المُرَادَ التَّنْبِيهُ عَلَى نِعَمِ الله تَعَالى، وَالثَّانِي أَوْفَى بِتَأْدِيَتِهِ لِدَلاَلَتِهِ عَلَيْهَا بِالتَّفْصِيلِ مِنْ غَيْرِ إحَالَةِ عَلَى عِلْمِ الْمُخاطَبِينَ المُعانِدِينَ، فَوِزَانُهُ وِزَانُ ـ وَجْهُهُ ـ فِي ـ أَعْجَبَنى زَيْدٌ وَجْهُهُ ـ لِدُخُولِ الثانِي فِي الأوَّلِ، وَنَحْوُ قَوْلِهِ:


لأنها المقصود الأصل من الانزال [فوزانه] أي وزان ـ هدى للمتقين [وزان زيد الثاني في ـ جاءني زيد زيد] لكونه مُقَرِّراً لذلك الكتاب مع اتفاقهما في المعنى، بخلاف ـ لا ريب فيه ـ فإنه يخالفه معنى [أو] لكون الجملة الثانية [بدلا منها] أي من الأولى [لأنها] أي الأولى [غير وافية بتمام المراد، أو كغير الوافية] حيث يكون في الوفاء قُصُورٌمَّا أو خَفَاءٌمَّا [بخلاف الثانية] فإنها وافية كمال الوفاء [والمقام يقتضى اعتناء بشأنه] أي بشأن المراد [لنكتة، ككونه] أي المراد [مطلوباً في نفسه أو فظيعا أو عجيبا أو لطيفا] فتنزل الثانية من الأولى منزلة بدل البعض أو الاشتمال، فالأول [نحو ـ أمدكم بما تعلمون، أمدكم بأنعام وبنين، وجنات وعيون، فإن المراد التنبيه على نعم الله تعالي] والمقام يقتضى اعتناء بشأنه، لكونه مطلوبا في نفسه وذَرِيعَةً إلى غيره(١) [والثاني] أعنى قوله ـ أمدكم بأنعام الخ [أو في بتأديته] أي تأدية المراد الذي هو التنبيه [لدلالته] أي الثاني [عليها] أي على نعم الله تعالى [بالتفصيل من غير إحالة على علم المخاطبين المعاندين، فوزانه وزان وجهه في ـ أعجبني زيد وجهه ـ لدخول الثاني في الأول] لأن ما تعلمون يشمل الأنعام وغيرها [و] الثاني أعنى الْمُنَزَّل منزلة بدل الاشتمال [نحو قوله:

__________________

(١) وهو التقوى في قوله (واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون).

۵۲۰۱