أَيْ مُتَخَصِّصاً مِنْ بَيْنِ الرِّجَالِ.

ثُمَّ الخَبَرُ قَدْ يَقَعُ مَوْقِعَ الاْنْشَاءِ إمَّا لِلتَّفاؤُلِ، أَوْ لاِظْهَارِ الْحِرْصِ فِي وُقُوعِهِ كَمَا مَرَّ، وَالدُّعَاءُ بِصِيغَةِ المَاضِى مِنَ الْبَلِيغِ يَحْتَمِلُهما، أَوْ للاِحْترَازِ عَنْ صُورَةِ الْأَمْرِ،


[أي متخصصا] أي مختصا [من بين الرجال] وقد تستعمل صيغة النداء في الاستغاثة، نحو ـ يَاللهِ ـ وَالتَّعْجُّبِ، نحو ـ يالَلْمَاءِ ـ وَالتَّحَسُّرِ وَالتَّوَجُّعِ، كما في نداء الأطلال والمنازل والمطايا وما أشبه ذلك.

[ثم الخبر قد يقع موقع الانشاء إما للتفاؤل] بلفظ الماضى دلالة على أنه كأنه وقع، نحو ـ وفقك الله للتقوى [أو لاظهار الحرص في وقوعه كما مر] في بحث الشرط، من أن الطالب إذا عظمت رغبته في شيء يكثر تَصَوُّرُهُ إيَّاهُ فربما يخيل إليه حاصلا، نحو ـ رزقنى الله لقاءك [والدعاء بصيغة الماضى من البليغ] كقوله ـ رحمه‌الله [يحتملهما] أي التفاؤل وإظهار الحرص، وأما غير البليغ فهو ذَاهِلٌ عن هذه الاعتبارات [أو للاحتراز عن صورة الأمر(١)] كقول العبد للمولى ـ ينظر المولى إلىَّ ساعة ـ دون أنْظُرْ ـ لأنه في

__________________

(١) ولا يكون هذا بلفظ الماضى، بل يكون بلفظ المضارع كما في المثال المذكور، وكذلك حمل المخاطب على المطلوب.

تطبيقات على وقوع الخبر موقع الانشاء:

١ـ قوله تعالى ـ ﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فإنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ.

٢ـ أتَانِى أبَيْتَ اللعن أنك لُمْتَنِى

وتلك التى أهْتَمُّ منها وأنْصَبُ

فالأول بمعني ـ ولْيَأْمَنْ من دخله ـ والغرض منه إظهار الحرص على وقوعه، والثاني ـ أبيت اللعن ـ بمعني الدعاء، والغرض منه إظهار التفاؤل به.

۵۲۰۱