نَحْوُ ـ أَعَصَيْتَ رَبَّكَ ـ أَوْ لاَ يَنْبَغِى أَنْ يَكُونَ، نَحْوُ ـ أَتَعْصِى رَبَّكَ ـ أَوْ لِلتَّكْذِيبِ أَيْ لَمْ يَكُنْ، نَحْوُ ـ أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالبِنِينَ، أَوْ لا يكُونُ، نَحْوُ ـ أَنُلْزِمُكُمُوها ـ وَالتَّهَكُّمِ، نَحْوُ ـ أَصَلاتُكَ تَأْمرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ـ وَالتَّحْقِيرِ، نَحْوُ ـ مَنْ هذَا ـ وَالتَّهْوِيلِ، كَقِرَاءَةِ ابْنِ عَبَّاس ـ وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِى إسرائِيلَ مِنَ العَذابِ المُهينِ، مَنْ فِرعَونُ ـ بِلَفظِ الاسْتِفْهَامِ وَرَفْعِ فِرْعَوْنَ، وَلِهذَا قالَ ـ إنَّهُ كَانَ عَالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ،


أعصيت ربك] فإن العصيان واقع لكنه مُنْكَرٌ، وما يقال إنه للتقرير فمعناه التحقيق والتثبيت [أو لا ينبغي أن يكون] أي أن يحدث ويتحقق مضمون ما دخلت عليه الهمزة، وذلك في المستقبل [نحو ـ أتعصى ربك] يعنى لا ينبغى أن يتحقق العصيان [أو للتكذيب] في الماضى [أي لم يكن نحو ـ أفأصفاكم ربكم بالبنين] أي لم يفعل ذلك [أو] في المستقبل أي [لا يكون، نحو ـ أنلزمكموها] أي أنلزمكم تلك الهداية أؤ الْحُجَّةَ، بمعنى أكرهكم على قبولها ونفسركم على الاهتداء والحال أنكم لها كارهون، يعنى لا يكون منا هذا الالزام [والتهكم] عَطْفٌ على الاستبطاء أو على الانكار، وذلك أنهم اختلفوا في أنه إذا ذكر معطوفات كثيرة أن الجميع معطوف على الأول، أو كل واحد عَطْفٌ على ما قبله [نحو ـ أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا] وذلك أن شعيبا عليه‌السلام كان كثير الصلاة، وكان قومه إذا رأوه يصلى تضاحكوا، فقصدوا بقولهم (أصلاتك تأمرك) الهزء والسخرية لا حقيقة الاستفهام [والتحقير نحو ـ من هذا] استحقارا بشأنه مع أنك تعرفه [والتهويل كقراءة ابن عباس ـ ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين، من فرعون ـ بلفظ الاستفهام] أي من بفتح الميم [ورفع فرعون] على أنه مبتدأ ومن الاستفهامية خبره، أو بالعكس على اختلاف الرأيين، فإنه لا معنى لحقيقة الاستفهام ههنا، وهو ظاهر، بل المراد أنه لما وصف الله العذاب بالشدة والفظاعة زادهم تهويلا بقوله (من فرعون) أي هل تعرفون من هو في فرط عتوه وشدة شكيمته فما ظنكم بعذاب يكون الْمُعَذِّبُ به مِثْلَهُ [ولهذا قال ـ إنه كان عاليا من المسرفين] زيادة

۵۲۰۱