السَّكَّاكِىُّ: كَأَنَّ حُرُوفَ التّنْدِيمِ وَالتّحْضِيضِ وَهِيَ هلاَّ ـ وَأَلاَّ بِقَلْبِ الْهَاءِ هَمْزَةً، وَلَوْلاَ، وَلَوْ مَا ـ مَأْخُوذَةٌ مِنْهُمَا مُرَكّبَتَيْنِ مَعَ ـ لاَ، وَمَا ـ الْمَزِيدَتَيْنِ لِتَضْمِينِهِمَا مَعْنَى التّمنِّي، لَيَتَولَدَ مِنْهُ فِي الماضِي التنْدِيمُ، نَحْوُ ـ هَلاًّ أَكْرَمْتَ زَيْداً ـ وَفِى المُضارِعِ التحْضيضُ، نَحْوُ ـ هَلاَّ تَقُومُ ـ وَقَدْ يُتَمَنَّى بِلَعَلَّ فَيُعْطَى حُكْمَ لَيْتَ، نَحْوُ ـ لَعَلِّى أَحُجُّ فَأَزُورَكَ ـ بالنَّصْبِ، لِبُعْدِ المَرْجُوِّ عَنِ الحُصُولِ.


بعدها باضمار أنْ وإنما يضمر بعد الأشياء الستة، والمناسب ههنا هو التمنى ـ قال [السكاكي كأن حروف التنديم والتحضيض وهي هلا، وألا بقلب الهاء همزة، ولولا، ولوما مأخوذة منهما] خبر كأن، أي كأنها مأخوذة من هل ولو اللتين للتمنى حال كونهما [مركبتين مع لا وما المزيدتين لتضمينهما] عِلَّةٌ لقوله ـ مركبتين، والتضمين جَعْلُ الشيء في ضِمْنِ الشيء تقول ـ ضَمَّنْتُ الكتاب كذا كذا بابا ـ إذا جعلته مُتَضَمِّناً لتلك الأبواب، يعنى أن الغرض المطلوب من هذا التركيب والتزامه هو جَعْلُ هل ولو مُتَضَمِّنَتَيْنِ [معنى التمني ليتولد] علّة لتضمينهما يعنى أن الغرض من تضمينهما معنى التمني ليس إفادة التمنى بل أن يتولد [منه] أي من معنى التمنى المتضمنتين هما إيَّاهُ [في الماضى التنديم، نحو ـ هلا أكرمت زيدا] أو ـ لو ما أكرمته ـ علي معني ـ ليتك أكرمته ـ قصدا إلى جعله نادما على ترك الاكرام [وفي المضارع التحضيض، نحو ـ هلا تقوم] ولو ما تقوم ـ على معنى ـ ليتك تقوم ـ قصدا إلى حثه على القيام، والمذكور في الكتاب ليس عبارة السكاكى لكنه حاصل كلامه، وقوله ـ لتضمينهما ـ مصدر مضاف إلى المفعول الأول، ومعنى التمنى مفعوله الثاني، ووقع في بعض النسخ ـ لِتَضَمُّنِهِمَا ـ على لفظ التَّفَعُّلِ، وهو لا يوافق معنى كلام المفتاح، وإنما ذكر هذا بلفظ ـ كأن لعدم القطع بذلك [وقد يتمنى بلعل فيعطى حكم ليت] وينصب في جوابه المضارع على إضمار أنْ [نحو ـ لعلى أحج فأزورك ـ بالنصب لبعد المرجو عن الحصول] وبهذا يشبه

۵۲۰۱